تتوفر كل الإمكانيات للجزائر لكي يكون بلدا سياحياً بامتياز؛ فالمساحة الجغرافية المترامية الأطراف منحته أكثر من 1200 كلم على الساحل؛ ونحو 2000 كلم في الصحراء بالإضافة لبيئة طبيعية استثنائية، ومناخ رائع يعتبر جاذبا للسياحة ؛ لكن الغريب أن الجزائريون أنفسهم يذهبون للسياحة خارج البلاد خاصة في تونس المجاورة فما سبب ذلك ؟
مدير مركز الدراسات والأبحاث سليمان شنين قال في حديث لـ"عربي21 " أن السياحة في الجزائر لا تجد الاهتمام الكافي والتركيز عليها ضعيف في ظل غياب السياسات الكفيلة بالتنمية وزيادة عوامل الجذب السياحي ".
معنى سياسي
وقال شنين " الجزائر لم تجعل من السياحة أولوية في سياساتها الاقتصادية في مختلف العهود ولذلك نجد أن المناطق السياحية محدودة ؛ والمدن السياحية لا تجد فيها أكثر من 3 أو 4 فنادق على الأكثر رغم أنها تتمتع بكل ما يجعلها سياحية بامتياز ؛ ولكن في الفترة الأخيرة فقط بدأت تظهر مناطق سياحية جديدة في بعض المحافظات ".
وعن السياحة الخارجية أشار شنين أن ضعف السياحة داخليا دفع الجزائريون لقصد دول الجيران مثل تونس التي وجدوا فيها معنى سياسي ومعنى ترفيهي بسبب المقاطعة الغربية عن المجي اليها بسبب الهجمات الأخيرة التي ضربت البلاد ؛ قائلا :"وجد الجزائريون سياحة ترفيهية ودعم معنوي لتونس في وجه العزوف الغربي للسياحة فيها ".
وتوقع أن تعيد الحكومة في الجزائر الاعتبار للسياحة وتلجأ اليها خلال الفترة القادمة نتيجة تدهور أسعار البترول والبحث عن بدائل أخرى لصناعة الثروة.
ولفت شنين أن الظروف التي مرت فيها البلاد فترة التسعينات والتوجه الاشتراكي صنعت نوع من العجز وعدم الانفتاح على كل الموارد في البلاد ومنها قطاع السياحة ؛مشيرا أن الضعف ناتج أيضا عن الطبيعة النفسية للجزائريين التي لا تميل للعمل في قطاع تقديم الخدمات للسياح متوقعا أن تلجأ خطط الحكومة المستقبلية لجلب وافدين من الخارج للعمل في قطاع الخدمات والسياحة في الجزائر.
انخفاض الأسعار
من جهة أخرى قال حسين داديلي صاحب احدى شركات السياحة الجزائرية لـ"عربي 21" أن توجه الجزائريون للسياحة الخارجية خاصة في تونس تأتي بسبب انخفاض الأسعار والخدمات فتكلفة الإقامة في تونس أقل منها في الجزائر وهو ما يدفع المواطنين للسفر خارج البلاد .
وأشار داديلي أن الشركة نظم آلاف الرحلات في فصل الصيف خاصة إلى كل من تونس وتركيا وماليزيا وبعض الدول الأخرى ؛ مقابل بضع مئات من الرحلات الداخلية للمدن السياحية مثل عنابة وقسنطينة وتاغيت وتلمسان ووهران.
يذكر أن الجزائر تتوقع إنجاز مشاريع سياحية وفندقية في أفق العامين القادمين وذلك لجذب أكبر عدد من السياح.