أدانت الصحف العربية هجوم تنظيم الدولة الإسلامية - أو ما يعرف بـ"داعش" - على محافظة السويداء السورية ذات الأغلبية الدرزية، والذي أدى إلى مقتل 280 شخصاً على الأقل وإصابة المئات.
ورأى معلقون في بعض الصحف أن ما وصفوه بالمجزرة تشير إلى عودة "داعش" بقوة، وتساءل آخرون عن مدى تورط النظام السوري في السماح للتنظيم بشن هجومه بهدف "إخضاع الفصائل الدرزية".
"عودة دامية"
كتب أحمد حمادة في الثورة السورية يقول: "هذا العدوان الإرهابي على المدنيين الأبرياء يدل بشكل قاطع على عجز وإفلاس الإرهابيين ومشغليهم ومحاولة أخيرة يائسة منهم ومن مرتزقتهم لإحباط السوريين وهم يعيشون أجواء الانتصارات وقرب طي صفحة التنظيمات الإرهابية إلى غير رجعة".
وبالمثل، قال جميل النمري في صحيفة الغد الأردنية: "أبت فلول داعش أن تغادر مع زمنها الأغبر إلا بواحدة من أبشع المجازر وبطبعة طائفية استهدفت المناطق الدرزية في السويداء وقراها، وهي المنطقة التي بقيت أكثر حيادية وهدوءاً على مدار سنوات الحرب".
ووصفت صحيفة الرأي الكويتية الهجوم بأنه "أكبر مجزرة ارتكبها تنظيم 'داعش' منذ مجزرة سبايكر في العراق".
وفي الصحيفة ذاتها قال إيليا مغناير: "مما لا شك فيه أن ضربة 'داعش' أظهرت خطأ من قبل دمشق بترك هذه المناطق والاعتماد على التواجد الأمريكي والروسي ... قدرة 'داعش' بالضرب والهرب لا تزال قائمة على الرغم من خسارته الأرض. ويستفيد من النزاع على السلطة والسيطرة بين أمريكا وروسيا في بلاد الشام مما يدل على وجود قادة لدى 'داعش' تفكر بالشكل السليم وتعمل لتوقيت ضرباتها".
وأشار صادق ناشر في صحيفة الخليج الإمارتية إلى أن "'داعش' يعود إلى واجهة الأحداث؛ لكن هذه العودة كانت دامية، وقد أراد من خلال هذه العملية المزدوجة... تأكيد قدرته في ارتكاب المزيد من الجرائم، علاوة على أن الضربات التي وجهت إليه لم تتمكن من القضاء عليه، بدليل أنه أصبح قادراً على الوصول إلى أي منطقة يريدها".
"إخضاع" الدروز
وتساءلت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية "السويداء... ضحية لـ'داعش' أم لعملية 'تأديب'؟
وقالت الصحيفة: "ها هو تنظيم 'داعش' يعود إلى الجنوب السوري من الباب الواسع في محافظة ذات غالبية درزية، علماً أن الطائفة الدرزية صاحبة الوجود التاريخي في منطقة جبل العرب، تؤيد - بتحفظ إن جاز التعبير - بغالبيتها النظام الذي تسيطر قواته على المحافظة بينما يقتصر وجود مقاتلي التنظيم على منطقة صحراوية عند الأطراف الشمالية الشرقية للمحافظة".
وأضافت "انطلاقاً من هذا الواقع يسأل كثيرون كيف تمكن 'داعش' من تنفيذ هذه الهجمات الواسعة والمنسّقة؟ وبالتالي يذهب هذا الرأي إلى اتهام النظام الذي سبق أن ادّعى أن خطر التنظيم زال عن تلك المنطقة".
في السياق ذاته، قالت افتتاحية القدس العربي اللندنية: "تنظيما النظام و'الدولة' متكاملان وضروريان لبعضهما ويتقايضان على إخضاع سوريا وسحق كرامة أهلها...تكشف هذه الحادثة، ما يمكن أن نسميه 'مقايضات الإخضاع' التي يقوم خلالها النظام بغض النظر، أو فتح باب للتنظيم، للهجوم على مدينة يريد النظام إخضاعها بالكامل".
وأكملت "فيقوم التنظيم بكل ما هو مطلوب منه، دافعا بانتحارييه وعناصره للهجوم الوحشي على المدنيين، ثم يأتي النظام لـ'تحرير' المنطقة، لا من التنظيم فحسب بل كذلك من أي جذوة باقية لأي شكل من أشكال المعارضة ورفض المشاركة في المذبحة، عبر الامتناع عن الخدمة العسكرية، أو حتى أشكال الحياد والتعاطف مع المناطق الثائرة".
وأبدى خير الله خير الله تفاءلاً في صحيفة العرب اللندنية، إذ رأى أن "الأمل كبير في ألّا يقع دروز سوريا، والدروز عموما، في الفخّ الذي ينصبه لهم الإيرانيون والنظام السوري، عبر 'داعش' وأن يتذكروا أن الهدف من مجزرة السويداء الأخيرة هو دفعهم إلى الانضمام إلى القوات التابعة لبشّار والتي تعاني حاليا من نقص كبير في العدد والقوى البشرية".