يتواجه المرشحان للانتخابات التمهيدية لليمين الفرنسي فرنسوا فيون وآلان جوبيه في مناظرة تلفزيونية أخيرة مساء الخميس وسط أجواء مشحونة مع اقتراب الدورة الثانية من الاقتراع التي سينبثق عنها الأحد مرشح اليمين للانتخابات الرئاسية في 2017.
والرهان كبير لرئيسي الوزراء السابقين اذ أن مرشح اليمين سيكون، حسب استطلاعات الرأي، في موقع جيد للفوز في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في ايار/ مايو المقبل في مواجهة اليمين المتطرف، وتولي الرئاسة خلفا للاشتراكي فرنسوا أولاند الذي تدهورت شعبيته بشكل كبير.
وسعيا لتقليص الفارق مع منافسه في الجولة الاولى من الانتخابات التمهيدية الأحد الماضي، شن آلان جوبيه (28,6 بالمئة) هجوما شرسا على منافسه فرنسوا فيون (44 بالمئة) ما دفع أكثر من 200 برلماني من اليمين والوسط للدعوة في مقال نشر الخميس في صحيفة لوفيغارو المحافظة، إلى “نقاش صريح لكن مع الاحترام المتبادل”.
وبدا وكأن بونوا آبارو المتحدث باسم جوبيه نفسه غير راض عن هذه النبرة التي قال انها “تصاعدت (…) أكثر مما ينبغي برأيي”.
وطلب جوبيه (71 عاما) من خصمه فيون (62 عاما) ان يبرر مواقفه من الاجهاض منتقدا “رؤيته التقليديّة للغاية، إن لم تكن رجعية بعض الشيء” للمجتمع.
كما ندد بما اعتبره “وحشية” برنامجه “الليبرالي المتطرف” الذي ينص على الغاء 500 الف وظيفة في الدولة.
كما اخذ عليه “الافراط في مجاملة (الرئيس الروسي فلادمير) بوتين” واغداق “دعم اليمين المتطرف” عليه.
وقال جوبيه مساء الأربعاء “اتهموني بأنني ليّن أكثر مما ينبغي، لكنني أعتبر أن فرنسوا فيون أقسى مما ينبغي”.
ولخص مساء الاربعاء مواقفه داعيا فيون الى “عدم تقمص دور التعفف”.
وقال الخميس في مقابلة مع صحيفة لو باريزين “ساكافح لاقول ان هناك تيارين، يمين انشقاقي ويمين جامع″.
- اتهامات فظيعة
ورد فرنسوا فيون “ما كان يخطر على بالي إطلاقا أن ينحدر صديقي آلان جوبيه إلى هذا المستوى” مضيفا “انا ديغولي، هذا كل ما في الامر”.
ورد فرنسوا فيون الذراع الايمن السابق للرئيس نيكولا ساركوزي الذي دعمه اثر خروجه من السباق، انتقادات خصمه، واثقا من تقدمه عليه بفارق مريح، ووضع خصمه في خانة “العالم الضيق الذي يبقى على ما هو” و”يعتقد أنه يتكلم باسم الشعب الفرنسي”.
وردا على اتهام مواقفه بالوحشية والتطرف، قال فيون الخميس في لو فيغارو “ان الامر الوحشي الوحيد اليوم هو البطالة (..) وانعدام الامن، وتزايد الفقر (..) والاعتداءات الارهابية (..) لدي مشروع يمكن ان ينهض البلد”.
وتبنى فيون الكاثوليكي مواقفه بشان الاسرة التي يعتبرها “قيمة” يجب أن يعيدها “الى قلب كل السياسات العامة”.
وهذه القيم هي تحديدا ما جعله يكسب تأييد حركة “سانس كومان” (الحس السليم)، الحركة السياسية المنبثقة عن جمعية “مانيف بور توس″ (التظاهر من أجل الجميع) التي نزل انصارها الى الشوارع بمئات الآلاف عام 2013 لمعارضة تشريع زواج مثليي الجنس.
كما أنه كسب دعم ممثلين عن اليمين المتطرف.
ووجه موقع اليمين المتطرف المعادي للاسلام “ريبوست لاييك” (رد علماني) دعوة “من اجل التصدي لتصويت المسلمين، دعونا نصوت بكثافة مع فيون!”.
وتردد بعض المواقع والشبكات الاجتماعية منذ اشهر هجمات على آلان جوبيه يعتبرها المرشح “مقززة”.
ولقب على تويتر “علي جوبيه” ووصف بـ”مفتي بوردو الكبير”، وهي مدينته. ونشرت له صورة مركبة يظهر فيها مطلقا لحيته ومرتديا جلبابا. كما صوره موقع “ريبوست لاييك” منحنيا فوق حذاء الداعية الاسلامي المثير للجدل طارق رمضان.
وقال آلان جوبيه معلقا “هذا ترك اثرا مضرا”.
ومن المتوقع بحسب آخر استطلاع للرأي اجراه معهد “ايفوب-فيدوسيال” ونشر الاربعاء ان يفوز فيون بـ65 بالمئة من الاصوات مقابل 35 بالمئة لجوبيه.