نشرت صحيفة الفايننشال تايمز مقالا كتبته، آن ماري سلوتر، تقول فيه إن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، يريدان إقامة نظام عالمي جديد.
وتقول الكاتبة إن قمة هلسنكي جمعت بين رئيسين يقدر كل واحد منهما مصالح بلاده من منظوره الخاص. وكلاهما يعزف على الحنين إلى الماضي الذي يصنعه في خياله، وهنا يصبح أنصار ترامب وأنصار بوتين حلفاء أيديولوجيا يعملون من أجل نشر هذه الأفكار في أوروبا كلها لدعم قادة دول مثل نتنياهو في إسرائيل ورودريغو دوتيرتي في الفلبين، الذي يشترك معهم في القيم والأساليب.
وتضيف أن ترامب وبوتين يدعمان العودة إلى عصر سيادة الدولة غير المحدودة. ويودان لو أنهما دمرا جميع المنظمات الدولية وعادا بالعالم إلى سياسة "القوة العظمى"، التي تتغير فيها التحالفات، فقد قال ترامب إن حلفاء أمريكا قد يصبحون خصوما في بعض القضايا، و"أصدقاء" في قضايا أخرى.
وترى أن الرئيس الروسي قد تكون لديه ملفات عن ترامب، مثلما رجحه مدير سي آي اي السابق، جون برينان، ولكن معارضة النظام العالمي الحالي لا تحتاج إلى رواية عن التجسس. فقد دأب اليمين المتطرف في الحزب الجمهوري منذ عقود على تضخيم مخاطر الأمم المتحدة، وما يقوله ترامب ليس إلا من هذه الأفكار.
فقد كشف استطلاع للرأي أجري عام في 2017 أن أكثر من نصف الجمهوريين يرون أنه ينبغي على الولايات المتحدة وروسيا العمل معا. وهم لا يمثلون إلا 20 في المئة من السكان، ولكنهم يرفعون شعار "أمريكا أولا".
"آلام لا ينتهي"
ونشرت صحيفة التايمز مقالا افتتاحيا تتحدث فيه عن "موجة جديد من الهجرة السورية".
وتقول الصحيفة إن إجلاء عاملين في مجال الإغاثة عرفوا بشجاعتهم من سوريا إنما هو دليل على فقدان الأمل وانتشار الفوضى. فقد أجليت فرق الخوذات البيضاء إلى الأردن وسيمنح أفرادها اللجوء في أوروبا، وقد تأخذ بريطانيا عددا منهم.
وتضيف أن إجلاء هؤلاء العاملين في الإنقاذ لم يتم لسبب إنساني فحسب وإنما أيضا لأنهم شهود على الجرائم التي ارتكبها الرئيس بشار الأسد.
وترى التايمز أن تراخي الدور الغربي صب في صالح الأسد، فقد شرعت قواته في دك المعارضة في الجنوب الغربي من سوريا، وتحضر حملة على إدلب في الشمال. وتتوقع الصحيفة أن يشكل ضحايا هذه الحملات العسكرية موجة جديدة من اللاجئين نحو الاتحاد الأوروبي. فلم تعد هناك منطقة آمنة في سوريا.
وتشير الصحيفة إلى أن إدارة ترامب قالت الشهر الماضي إنها لن تتدخل لحماية المعارضة المسلحة، على الرغم من أن الولايات المتحدة تدعم المعارضة سياسيا وعسكريا.
وتقول التايمز لابد أن يذهب الأسد يوما ويأتي مكانه قائد يضمد الجراح ويبني الديمقراطية. وهذا يعني أنه ينبغي الاستثمار في الأجيال السورية الجديدة وفتح الفرص أمامها من أجل تولي المناصب السياسية في بلادها.
"الكيل بمكيالين"
ونشرت صحيفة ديلي تيلغراف مقالا افتتاحيا تتحدث فيه عن مصير بريطانيين اثنين قبض عليهما في سوريا في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية.
وتقول الصحيفة إن وزير الداخلية البريطاني، ساجد جاويد، وافق سريا للأمريكيين على تنازل بريطانيا عن الاعتراض على الحكم بإعدام الرجلين إذا تم تسليمهما للمحاكمة في الولايات المتحدة، وذلك لأن صعوبات قانونية حالت دون محاكمتهما في بريطانيا، على الرغم من وجود معلومات استخباراتية عن ضلوعهما في قتل بريطانيين اثنين.
وتضيف أنه منذ هجمات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة والهجمات الوحشية على البريطانيين في البلاد وخارجها.
وأشارت ديلي تيلغراف إلى أنه على الرغم من أن مئات المسلمين البريطانيين سافروا للقتال في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية فإن نادرا ما أحيل أحد منهم للمحاكمة.
وتساءلت إذ كانت الحكومة تملك سلطة سحب الجنسية من الذين يقاتلون ضد القوات البريطانية، فلماذا لم يتم سحب الجنسية الرجلين.
وتضيف أن البلاد ستبقى تتساءل لماذا لا يحاكم هذان الرجلان في بريطانيا، بينما لا يوجد ما يمنع محاكمة الجنود البريطانيين في البلاد.