استغل باراك أوباما، ظهوره الأهم منذ تركه الرئاسة الأمريكية عام 2016 أثناء ألقاء خطاب في حفل تكريم الزعيم الأفريقي الراحل نيلسون مانديلا، لينتقد بشكل مبطن سياسات الرئيس دونالد ترامب، والسياسيين الذين قال إنهم "يتجاهلون الحقائق".
وتشير تعليقات أوباما إلى أنه ينتقد بشكل غير مباشر استعمال الإدارة الأمريكية الحالية لما يوصف بأنه "حقائق بديلة".
وفيما يلي خمس نقاط أساسية جاءت في محاضرة أوباما عن نيلسون مانديلا، أمام وسائل الإعلام العالمية وجمهور من حوالي 15 ألف شخص في مدينة جوهانسبورغ في جنوب أفريقيا.
أولا: الحقائق مقدسة
قال أوباما: "عليك أن تؤمن بالوقائع، فلا أساس لتعاون دون حقائق".
"فإذا قلت أنا أن هذا الشيء هو منبر وقلت أنت أن هذا لشيء هو فيل، فسيكون من الصعب في ظل هذا الاختلاف أن يحدث بيننا تعاون".
وأضاف أوباما أنه يمكن أن يجد أرضية مشتركة مع أشخاص اختلفوا مع اتفاق باريس بشأن تغير المناخ، والذي يريد ترامب الانسحاب منه، لكن بشرط إذا كان لديهم حجة تستند إلى الحقيقة.
لكنه استطرد أنه لا يستطيع إيجاد أرضية مشتركة إذا قال أحدهم "إن تغير المناخ لا يحدث بينما يقول كل علماء العالم تقريبا إنه حقيقة ويحدث. وإذا تمسكت أنت بأنه خدعة متقنة، فمن أين يمكن أن نبدأ؟"
وكان ترامب قد قال من قبل إنه لا يصدق حدوث التغير المناخي وأنه لا يحدث.
وبعد لحظات ، قال أوباما للجمهور :"كان من المعتاد عند الإمساك بهم (السياسين) يكذبون، كانوا يعترفون ويقولون: عفوا يا رجل. لكن الآن فإنهم يستمرون في الكذب".
ثانيا: الهجرة قوة
قال باراك أوباما، أول رئيس أسود يحكم أمريكا، إن السعي إلى تحقيق المساواة يضمن أن المجتمع يستفيد من مواهب ونشاط جميع أفراده.
وقال :"انظر فقط الى فريق كرة القدم الفرنسي" والهتفات والتشجيع الذي تلقاه، في إشارة الى فوز فرنسا بكأس العالم قبل أيام.
وأكد أن أغلب هؤلاء اللاعبين ليسوا من الغولوا، لكنهم فرنسيون الآن.
وأوضح أوباما "إنها حقيقة واضحة" أن التمييز العنصري لا يزال قائما في الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا.
ثالثا: كبار رجال الأعمال "معزولون عن الناس"
قال باراك أوباما إن نخبة العالم ليست على صلة بحياة الفقراء.
وأضاف :"في تعاملاتهم التجارية، العديد من عمالقة الصناعة... أصبحوا معزولين بشكل متزايد عن أي دولة قومية" وهم "يعيشون حياة أكثر وأكثر عزلة عن الناس العاديين".
ونتيجة لذلك ، اعتبرت قراراتهم بـ "إغلاق مصنع" مجرد "استجابة عقلانية" لمطالب المساهمين.
رابعا :لتحيا الديمقراطية!
حذر الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، من أن السياسيين الذين يستخدمون "سياسات الخوف والكراهية وتخفيض الإنفاق" يصعدون إلى القمة "بوتيرة لا يمكن تصورها قبل بضع سنوات فقط".
وقال إن الديمقراطية معقدة، لكن "فاعلية المستبد أمر زائف".
وأضاف "لقد حان الوقت بالنسبة لنركز اهتمامنا على عواصم العالم... والتركيز على القاعدة الشعبية في العالم. وهنا تأتي الديمقراطية."
التحذير من الشعوبية الزاحفة و "سياسة الرجل القوي"، وأكد على الديمقراطية الليبرالية، قائلا إنه يعتقد أنها تقدم مستقبل أفضل للبشرية.
وقال: "أؤمن برؤية نيلسون مانديلا" لمستقبل العالم ، "أعتقد أن العالم الذي يحكمه هؤلاء القادة ممكن".
وأضاف "يمكنها (رؤية مانديلا) أن تحقق المزيد من السلام والمزيد من التعاون سعيا لتحقيق مصلحة مشتركة".
"أعتقد أنه ليس أمامنا خيار سوى المضي قدما... أعتقد أنه يستند إلى أدلة قاطعة. حقيقة أن أكثر مجتمعات العالم ازدهارا ونجاحا هي تلك التي تقترب إلى أقصى حد من النموذج التقدمي الليبرالي الذي نتحدث عنه ".
قد تعود الأمور إلى الوراء لفترة من الزمن، "ولكن- في النهاية- يصح الصحيح، وليس العكس. "
خامسا: الحفاظ على الأمل
وقال أوباما في ختام خطابه بنبرة إيجابية "استمروا في الإيمان. استمروا في السير. استمروا في البناء. استمروا في رفع أصواتكم. كل جيل لديه الفرصة لإعادة تشكيل العالم."
وبصوت عال، دعا الشباب الذين يستمعون إليه إلى "الإنطلاق".
وأضاف "إننا لا نحتاج إلى قائد واحد فقط... ما نحتاجه بشدة هو الروح الجماعية".
وتابع :"مانديلا قال إن الشباب قادرون عندما تحركوا (ثاروا) لإسقاط أبراج الظلم ورفع رايات الحرية". "الآن هو الوقت المناسب للتحرك."
كان خطاب باراك أوباما جزءا من فعاليات احتفالية بمرور 100 عام على ولادة رئيس جنوب إفريقيا السابق نيلسون مانديلا ، الذي توفي عام 2013 عن 95 عاما.
كان كلا الرجلين أول الرؤساء السود في بلدانهم.
وقال أوباما إنه "واحد من ملايين لا تحصى من الذين ألهمتهم حياة نيلسون مانديلا".
قاد مانديلا المعركة ضد حكم الأقلية البيضاء في جنوب أفريقيا. وسُجن لمدة 27 عاما قبل أن يصبح أول رئيس منتخب ديمقراطيا في البلاد عام 1994.
كطالب ، دعا أوباما للكفاح ضد الفصل العنصري "كفاح يمس كل واحد منا"، وشجع جامعته على سحب استثماراتها في جنوب إفريقيا.
منذ بداية عام 2003، يستخدم القادة العالميون هذه المحاضرة في ذكرى ميلاد مانديلا للتحدث عن القضايا التي تؤثر على جنوب أفريقيا والقارة والعالم.