يزور الرئيس الإريتري إسياس أفورقي إثيوبيا للمرة الأولى منذ حرب الحدود التي اندلعت بين البلدين قبل 20 عاما.
وتهدف الزيارة إلى توثيق العلاقات بين البلدين بعد أيام من إعلان البلدين انتهاء "حالة الحرب".
ولم ينجز اتفاق السلام لإنهاء النزاع الحدودي بين عامي 1998 و2000، واستمر التوتر بين البلدين منذ ذلك الحين.
واتفق البلدان على استئناف العلاقات التجارية والدبلوماسية.
وتأتي هذه التطورات بعد وصول رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد للسلطة وإعلانه عن إصلاحات وحديثه عن تحسين العلاقات مع إريتريا.
ومنذ أيام زار آبي العاصمة الإريترية أسمرة حيث أعلن إنهاء "حالة الحرب" بين الدولتين.
لماذا يعتبر ذلك تطورا كبيرا؟
تعيش الدولتان حالة "لا حرب ولا سلم" منذ عام 2000 عندما أنهى اتفاق سلام حربا راح ضحيتها عشرات الآلاف من الأشخاص.
وكانت لجنة ترسيم الحدود التي تشكلت بمقتضى اتفاق السلام قد قضت بأن بلدة بادمي، محور النزاع جزء من إريتريا، ولكن إثيوبيا رفضت ذلك، ومن ثم لم تعد العلاقات أبدا لطبيعتها.
وأثر التنافس بين الدولتين على المنطقة بأسرها حيث دأبت كل منهما على اتخاذ موقف مناوئ للأخرى أيا كان الموضوع. كما اتخذتا مواقف متعارضة في الصومال حيث تواجه إريتريا اتهاما بدعم الجماعات الإسلامية فيما تدعم إثيوبيا، وهي حليفة لواشنطن، الحكومة المعترف بها دوليا.
وحتى الآن تقول إريتريا إن الحرب قد تستأنف في أي لحظة لذلك فإن التجنيد الإجباري هناك دائم، ولعل ذلك من الأسباب الرئيسية لمغادرة الإريترين للبلاد وسعيهم للجوء لأوروبا.
وتعد زيارة أفورقي نقطة تحول كبيرة لزعيم استقلال إريتريا البالغ من العمر 72 عاما والذي يعاني من العزلة.
لماذا يحدث ذلك الآن؟
منذ تولى آبي أحمد رئاسة الحكومة في إثيوبيا قبل ثلاثة أشهر أحدث تغييرات كبيرة منها رفع حالة الطوارئ وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين فضلا عن الإعلان عن إصلاحات اقتصادية.
لقد ورث دولة شهدت في السنوات الأخيرة أحد أسرع معدلات النمو في العالم، ولكنها أيضا تعاني سنوات من الاحتجاجات من جانب أولئك الذين يخشون التهميش.
واتهمت الحكومات السابقة بارتكاب انتهاكات عديدة لحقوق الإنسان من بينها التعذيب وقتل المنشقين السياسيين خارج إطار العدالة.
وآبي هو أول زعيم للبلاد من الأرومو، وهي المجموعة العرقية التي تخرج في مظاهرات مناوئة للحكومة منذ 3 سنوات والتي شهدت مصرع المئات.
ما الذي سيتغير؟
قال الزعيمان إن البلدين سيحسنان علاقاتهما السياسية والاقتصادية والدبلوماسية.
كما ستعود المواصلات وخطوط الاتصال الهاتفي، ومن المتوقع وصول أول رحلة جوية مباشرة بينهما منذ عقدين خلال الأسبوع القادم.
فخلال 20 عاما كان من المستحيل السفر مباشرة بين البلدين، ولم تكن هناك رحلات جوية مباشرة، والحدود البرية مغلقة، وخطوط الهاتف لا تعمل.
وهذا يعني أن الأسر التي فرقها النزاع سيلتئم شملها مجددا حيث بات في وسعهم الآن الاتصال هاتفيا للمرة الأولى منذ الحرب.