زيارة تكانت.. كتابة تاريخ جديد / عبد الله الراعي

أربعاء, 23/11/2016 - 17:56

هناك بعض الأسماء الساطعة لا يستطيع التاريخ تغيبها .. ، حجزت مقعدها بين العظماء ، وكتبت ذاتها في ذاكرة الشعب بحروف خالدة .. فخامة رئيس الجمهورية من تلك الأسماء .. وقف على أديم معارك  الرشيد والنيملان وتشيت وقال بلغة الواثق  إن الموريتانيين عليهم إعادة  كتابة تاريخهم  تبجيلا وتكريما لمن دفعوا أرواحهم رخيصة ثمنا  لهذه الأرض الطاهرة.

 

خاطب فخامة رئيس الجمهورية  روح المجاهد سيدي ولد مولاي الزين ..و روح جبل تكانت الشاهق، وشهيدها الأغر  بكار ولد اسويد احمد ..خاطب  روح الفارس الجسور ولد احمد العيدة ، خاطب روح الشيخ  ماء العينين والشيخ حسنا والشيخ وجاها  وأبنائهم المجاهدين.. خاطب روح البطل المجاهد محمد المختار ولد الحامد الكنتي  ..خاطب روح اعل ولد مياره.. خاطب روح الأمير ولد اديد.. خاطب  روح المجاهد عبدول بوبكر كان خاطب روح  الأمير ولد عساس .. خاطب روح ابراهيم ولد مكيه  خاطب أرواح مجاهدي الكدية .. خاطب كل القبور المجهولة على الجبال وفي السفوح وفي فيافي الصحراء الكبرى.

 

لقد كانت زيارة ولاية تكانت  مرحلة جديدة من نهوض الوعي الوطني واستشعارا تاريخيا  لضرورة بعث الروح الوطنية .

 

 إنها أرض الجبال والنخيل ، قلعة المقاومة ، ومهد العلماء .. ومنبت الشعراء ولمغنيين    .. فجبالها ربت ونمت على جماجم الرجال من أبطال المقاومة .. وحواضرها ومدنها تأسست على التقوى والورع والعلم ..من الشيخ عبد المؤمن بن صالح الإدريسي ، والشريف حماه الله بن أحمد بن الإمام ، والشيخ سيدي عبد الله ولد الحاج ابراهيم إلى العالم الجليل الحاج ولد فحفو أطال الله عمره.. ووديانها ونخيلها وهضابها وجبالها أبدع الشعراء ولمغنيين في تخليدها .. من ولد آدبه إلى ولد الكصري .. وأنشدتها حنجرة الخالدة ديمي .. حد اصيل افتكانت شام..

 

 مثلت زيارة فخامة رئيس الجمهورية لهذه الولاية الزاخرة بعبق التاريخ  منطلق ذلك الوعي المنشود ؛ فتكانت ظلت طيلة فترة الاستعمار الفرنسي هي قلب المقاومة النابض .. وشهدت أرضها أقوى المعارك ضد المستعمر ، معركة تجكجة الخالدة ، معركة النيملان ، معركة المينان ، معركة تالمست ، معركة الرشيد ، معركة تشيت ، وغيرها من المعارك والبطولات.. وقد جاءت زيارة فخامة رئيس الجمهورية بمثابة تكريم واحتفاء بأبطال المقاومة في شهر الاستقلال الوطني ، ومثل البعد الآخر للزيارة البعد السياسي خاصة أنها جاءت بعد الحوار الوطني الشامل الممهد لاستفتاء على المقترحات التي أقرها المشاركون في الحوار.. وهنا  نهض  دور تكانت السياسي ومحورية نخبتها في الفعل السياسي الوطني.

 

موقف محير تبنته المعارضة ..!

 

لقد ظلت المعارضة طيلة أيام الزيارة تحاول التشويش عليها  بكل ما أتيح لها من وسائل مادية ومعنوية  مشككة في الهدف من تلك الزيارة ،  ومرة أخرى برهنت معارضتنا  أن من لهم دراية بالسياسة يتم تغيبهم أثناء خوض غمار الفعل السياسي الواعي والمسؤول .. إنهم يقدسون المبادئ الديمقراطية و يغتالونها بأفعالهم وأقوالهم غير المنسجمة..!

 

كان جدير  بالمعارضة  وهي في وضعها الحالي ـ  الذي لاتحسد عليه ـ أن تُظهر وطنيةً أكثر بعد أن فاتها قطار الحوار الوطني الشامل الذي وضع ملامح ميلاد الجمهورية الثالثة  .. و كان عليهم أن يظهروا من القوة والحماس ما يسترجعون به ثقة الجماهير بدل التشويش على زيارة كانت تاريخية بكل تفاصيلها .

في الحقيقة هناك أشياء مريبةٌ ومحيرةٌ في تصرفات النخبة المعارضة .. وقد كان حقيقيٌ بهم أن يظهروا وطنيتهم ، ويفخروا بما حققته وتحققه حكومتنا الوطنية من بسط الأمن والسكينة ، وتعزيز قدرات جيشنا الوطني وقواتنا المسلحة ، والنهوض بالاقتصاد ، وإعادة الاعتبار لشهداء وأبطال المقاومة الوطنية .