اقشت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى موسكو ومطالبته بالعمل على إخراج القوات الإيرانية والفصائل المسلحة الداعمة لها من الأراضي السورية.
وتزامنت زيارة نتنياهو مع زيارة مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، إلى موسكو.
ويرى كتاب أن زيارة نتنياهو تأتي في إطار تسابق إسرائيلي-إيراني على استمالة بوتين.
ويرى آخرون أن مطالب نتنياهو "طموحة والفرص ضيقة".
"التسابق على استمالة بوتين"
يقول نضال محمد وتد في صحيفة العربي الجديد اللندنية إن "لقاء نتنياهو بوتين هو الثالث من نوعه منذ مطلع العام، ويأتي في سياق تعزيز التنسيق الأمني والعسكري بين الطرفين في سوريا"، ويعكس إصرار إسرائيل "على وجوب احترام النظام السوري لاتفاق فصل القوات بين إسرائيل وسوريا الذي تم التوصل إليه 1974".
ويضيف: "ينص الاتفاق على وجوب تشكيل منطقة عازلة بين الجولان السوري المحتل وبين الطرف السوري من الجولان، وأنه لا يمكن للقوات السورية أن توجد فيها أو أن تدخل أسلحة وعتادا عسكرياً ثقيلاً. كذلك دعت إسرائيل منذ أشهر إلى وجوب إعادة نشر قوات حفظ السلام الدولية (أندوف) التي كانت منتشرة في المنطقة العازلة في الجولان لغاية عام 2013".
يرى رائد جبر في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية أن نتنياهو وولايتي يتسابقان على "استمالة بوتين".
ويقول: "أجواء زيارة نتنياهو التي وصفها في وقت سابق بأنها ستكون بالغة الأهمية، اتخذت بعداً آخر بسبب تزامنها مع وصول ولايتي إلى موسكو. ورغم أن مسؤولين روساً أكدوا عدم وجود خطط للقاء ثلاثي، فإن أوساطاً دبلوماسية أشارت إلى جهد تقوم به موسكو لتخفيف الاحتقان بين الجانبين ومحاولة التوصل إلى تفاهمات تقلص من مجالات وقوع احتكاكات، في إشارة إلى سعي روسي لإقناع الإيرانيين بضرورة الانسحاب إلى عمق الأراضي السورية ومغادرة المناطق الحدودية".
ويقول بسام مقداد في صحيفة المدن اللبنانية إن "الرئيس بوتين كان صاحب المبادرة لعقد مثل هذا اللقاء لأن لديه سبباً مهماً لذلك، إذ يريد التسريع في عملية استعادة الرئيس السوري، بشار الأسد، سلطته على كامل الأراضي السورية وبلوغ التسوية السياسية. لكن إسرائيل بوسعها عرقلة الأمر".
ويضيف: "كما أن بوسع إسرائيل توسيع محيط دائرة ضرباتها عشرات الكيلومترات في عمق سوريا، مما يعرقل حتماً الاستقرار في البلاد. ولهذا يريد بوتين التوصل إلى توافق مع نتنياهو حول الوضع في سوريا، خاصة حول طول المنطقة منزوعة السلاح، والخالية كلياً من القوات الإيرانية وحزب الله".
"مطالب طموحة وفرص ضيقة"
ولا يستبعد عبد الوهاب بدرخان في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية أن يتساهل بوتين مع مطالب نتنياهو.
ويقول: "في سعيه إلى تثبيت مصالح روسيا في سوريا انتزع من نظام الأسد العديد من القرارات على حساب مصالح إيران وقدّم كلّ التسهيلات لتمكين إسرائيل من تقليم المخالب الإيرانية، بل إنه أسهم في تنامي دورها وتأثيرها في توجيه التسوية السورية. ولذلك فإنه غير مدين لها أو لواشنطن إلى حدّ منح مباركته التلقائية لما تخططان له بالنسبة إلى الفلسطينيين والجولان".
ويختلف معه عبد الباري عطوان في صحيفة رأي اليوم اللندنية، مشيراً إلى أن "الرئيس بوتين لا يعمل خادماً لدى نِتنياهو حتى يلبي أوامره، أو هكذا نعتقد، كما أنه ليس من مصلحته إخراج القوات الإيرانية وحلفائها مِن سوريا، وحتى إذا كان يستطيع وهو ما نشك فيه فإن الثمن سيكون باهظاً، وأبرز عناوينه خسارة كل إنجازاته في سوريا ومنطقة الشرق الأوسط بأسرها، والتورط في حرب دموية شبيهة بحَرب أشقائه السوفييت في أفغانستان، ومقابل ماذا؟ إرضاء رئيس الوزراء الإسرائيلي حليف أمريكا الاستراتيجي في المنطقة، ومصدر كل متاعبها وإخفاقاتها وسبب كل حروبها؟"
كذلك يذهب علي حيدر في الأخبار اللبنانية إلى أن "مطالب نتنياهو طموحة والفرص ضيقة".
ويقول: "لا تعني زيارات بنيامين نتنياهو المتكررة إلى موسكو، الثالثة خلال أقل من ستة أشهر، وتحت العناوين الإيرانية والسورية نفسها، أن لديه أدوات خاصة قادرة على اجتراح العجائب في العاصمة الروسية، ولا حتى وسائل ضغط قادرة على إقناع الرئيس الروسي، بتبنّي خيار تل أبيب بإخراج إيران وحلفائها من سوريا".
ويضيف: "مع أنه لا يُتوقع أن تصدر عن قمة نتنياهو - بوتين، نتائج تلبي الطموح الإسرائيلي، بخصوص التمركز الإيراني وبقية أطراف محور المقاومة في سوريا، لكن سيتم أيضاً تناول ترتيب الوضع في جنوب سوريا، بهدف تفادي أي احتكاك عسكري مباشر بين جيش العدو والجيش السوري".