من أبرز وأهم الوجوه الجديدة في حكومة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، صهره برات آلبيراق الذي يحمل حقيبة المالية والخزانة وهي واحدة من أهم الحقائب الوزارية .
ولم يكن أحد قد سمع باسم برات البيراق قبل سنوات قليلة رغم أنه اقترن بكبرى بنات الزعيم التركي منذ 14 عاما.
وبرات هو ابن المؤلف والكاتب صادق آلبيراق ذو التوجهات الاسلامية وتربطه بأردوغان علاقة صداقة قوية قديمة منذ عام 1980.
وكان صادق البيراق عضوا في البرلمان بين عامي 1991 و 1995 عن حزب الرفاه، وهو الحزب الذي انبثق عنه حزب أردوغان الحالي العدالة والتنمية.
مدير شاب
كانت إسراء تدرس في جامعة بيركلي في كاليفورنيا وقابلت برات هناك وتعارفا واتفقت العائلتان على عقد قرانهما عام 2004 في حفل باذخ أقيم في اسطنبول حضره العديد من الملوك والرؤساء الاجانب.
عام 2007 تولى برات إدارة مجموعة تشاليك التي اشترت عددا من محطات التلفزيون والصحف مثل صحيفة "صباح" التي أصحبت الناطقة باسم حزب أردوغان ومحطة "خبر" التلفزيونية الموالية لأردوغان.
ترك برات المجموعة التي يتولاها الآن شقيقه يافوز وترشح للانتخابات على قوائم حزب العدالة والتنمية عام 2015 وأصبح عضوا في البرلمان. وبعدها بأشهر قليلة تولى منصب وزير الطاقة.
ورغم أن المنصب الذي تولاه لم يمكن مهما، إلا أن علاقته بأردوغان جعلت منه صاحب نفوذ كبير في الحكومة وبات أحد أهم المسؤولين داخل أروقة القرار.
وكانت ويكيليكس قد نشرت مجموعة كبيرة من الرسائل الإلكترونية لبرات تغطي الفترة ما بين عامي 2000 إلى أواخر 2016.
وقالت صحيفة الاندبندنت البريطانية في دسمبر/كانون الاول 2016 أن هناك أدلة قوية على علاقة برات بشركة تركية متهمة بشراء النفط من تنظيم ما يعرف بالدولة الاسلامية الذي كان يسيطر على عدد كبير من آبار النفط في سوريا والعراق خلال عامي 2015 و2016 وهو ما نفته الحكومة التركية.
واتهمت روسيا عائلة أردوغان بالإتجار بالنفط المنتج في مناطق "الدولة الاسلامية". فقد قال نائب وزير الدفاع الروسي، أناتولي أنطونوف، أواخر 2016 أن نجل اردوغان بلال وصهره يتاجران بالنفط الذي تبيعه "الدولة الاسلامية" إلى وسطاء ينتهي في آخر المطاف في تركيا.
كان برات وأسرته برفقة أردوغان خلال عطلتهم الصيفية في منتج مرمريس عندما وقعت المحاولة الانقلابية في 15 يونيو/حزيران 2016 ورافقه على متن الطائرة التي أقلته إلى اسطنبول ووقف إلى جانبه خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده في المطار محاطا بأنصاره الذين تقاطروا على المطار.
نمو الدور الذي يلعبه برات في أورقة الحكم في تركيا حدا بزعيم المعارضة كمال قليجداراوغلو إلى وصفه برئيس حكومة الظل في تركيا إلى جانب رئيس الحكومة بن علي يلدريم.
وبرات صاحب صوت منخفض ويتقن اللغة الانجليزية بفضل دراسته في الولايات المتحدة بينما حصل على شهادة الدكتوراه في مجال الطاقة المتجددة من إحدى الجامعات التركية، وكان قبل توليه مناصب حكومية يكتب في صفحة الرأي في صحيفة "صباح" التي تمثل صوت الحكومة.
ورافق برات أردوغان في العديد من الزيارات الخارجية وشارك في عدد كبير من لقاءاته مع زعماء العالم بمن فيهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وكان برات هو المسؤول التركي الذي سافر إلى اسرائيل في أعقاب تطبيع العلاقات بين البلدين عام 2016 وعقد لقاءات مع نظيره الاسرائيلي، يوفال شتاينت، تطرقت إلى تعاون البلدين في مجال نقل الغاز المستخرج من حقول الغاز الاسرائيلية في البحر المتوسط إلى تركيا والقارة الأوروبية.