ناقشت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية تولي سعاد عبد الرحيم رئاسة بلدية تونس لتصبح أول امرأة تشغل هذا المنصب.
ورأى كتاب أن هذا التطور يشير إلى أن "المشيخة ولّى عهدها"، ورأت صحف أن انتخاب سعاد عبد الرحيم "انتصار للنهضة" و"انتصار للديمقراطية".
ووصفت الشروق التونسية في افتتاحيتها انتخاب سعاد عبد الرحيم بأنه "انتصار للخيار الديمقراطي" و"ثورة في حدّ ذاتها. لأنها امرأة. ولأنها نهضوية. ولأنها ليست سليلة احدى العائلات البلدية المشهورة".
وتضيف الجريدة أن "انتصار سعاد عبد الرحيم هو أولاً انتصار لحركة النهضة التي راهنت على امرأة، متميّزة بذلك على أكثر الأحزاب ادعاء بالتقدمية، وأولها نداء تونس الذي لم يخرج عن النمط المعهود، بل إن ناطقه الرسمي استنكر أن تتولى امرأة مشيخة مدينة تونس".
أما علي سعادة فيقول في موقع عربي 21 إن سعاد عبد الرحيم هي "شيخة تونس المتوجة".
ويقول: "لا تعتبر نفسها إسلامية بل سياسية مستقلة، لا ترتدي الحجاب مثل معظم النساء اللواتي يناضلن في صفوف حركة النهضة ذات التوجه الإسلامي. توجهاتها تكمن في مساندة كل مبادرة لها علاقة بمبدأ المواطنة وتوحيد صفوف الشعب التونسي".
ويضيف: "تدافع سعاد عبد الرحيم شيخة تونس الجديدة عن أفكار ليبيرالية وإصلاحية تؤمن بها، وهي تسير على خطى النهضة التي يرى العديد من محللي الشأن السياسي التونسي أنها تسعى إلى الظهور في صورة حزب إسلامي ديمقراطي على غرار حزب العدالة والتنمية التركي".
"انتصار جندري؟"
تتساءل حذام خريف في العرب اللندنية: "لماذا يستغرب الناس أن تكون سعاد عبدالرحيم، رئيساً لبلدية تونس، وهو، بمقاييس الحاضر، منصب إداري يخلو من أي وجاهة"، مؤكدةً أن "سعاد عبدالرحيم، رئيس بلدية تونس، فقط، أما المشيخة فقد ولّى عهدها".
وكذلك تتساءل آمال موسى في الشرق الأوسط اللندنية: "لماذا مثّل فوز هذه المرأة بمنصب رئيسة بلدية حاضرة تونس حدثاً وصفه أنصارها بالتاريخي وخصومها بالنكسة الحداثية؟"
وتصف انتخابها بأنه "انتصار جندري"، مضيفة: "أن مرشحة حركة النهضة هي المرأة الأولى في تاريخ منصب شيخ المدينة التي تفوز به، وذلك منذ تأسيس النظام البلدي منذ 1858، ومن يتمعن هذا التاريخ جيداً سيدرك بشكل مضاعف الأهمية الجندرية لهذا الفوز، مع الإشارة إلى أنه بقدر ما تحاول الفائزة وحركة النهضة تسويق هذا النصر من منطلق كونه انتصاراً للمرأة التونسية بشكل عام، بقدر ما تثير هذه الرسالة حفيظة الحداثيين وخصوم حركة النهضة بشكل عام".
"حكم استباقي"
من جانبها، تنتقد آمال قرامي في المغرب التونسية "الخطابات حول المرأة" التي إما تتناول انتخاب سعاد عبد الرحيم بشكل "تمجيدي" أو بشكل "بكائي".
تقول: "الحكم على الأشخاص لا يمكن أن يكون استباقياً إذ لابدّ من تتبع أداء هذا المجلس البلدي ومدى خدمته للمواطنين بنزاهة وشفافية ثم تقييم ذلك الدور وفق مبدأ الحوكمة الرشيدة وما يتبعها من مساءلة. ولا يمكن أن نتغاضى عن التحوّل الطارئ في طبيعة هذا الخطاب التمجيدي إذ خضع للفرز وفق سياق الاستقطاب فالتمجيد لدى أغلبهن/هم، يخصّ التقدميات الليبراليات الحداثيات ... ولا يمكن أن تستمتع به من ينتمين إلى المعسكر الآخر".
وتضيف: "أمّا سمة الخطاب الثاني فهي بكائية إذ يتنكّر أصحاب هذا الخطاب لكلّ المنجزات التي تحقّقت ويستعيدون وهم تكريم المرأة في العصور الأولى وفق تمثّل خاصّ للتاريخ ويصرون على تجريد التونسيات اللواتي يناضلن من أجل حقوقهن من كلّ الفضائل".