شكلت دعوة الرئيس محمد ولد عبد العزيز لتجديد الطبقة السياسية بداية منطلق جديد ونقلة نوعية في التعاطي السياسي وأفرزت نخبا قوية ومؤثرة منها ماكان له وجود قوي وحضور بارز رغم تغول بعض الأطراف التي لم تكن منصفة في تعاطيها مع النخب ولم ترغب في أن تفسح المجال أمام محاصصة فعلية تستفيد منها كل الجهات والمجموعات بشكل لا إقصاء فيه ولا تهميش...ومنها ما دفعت به تلك الدعوة إلى إماطة اللثام عنه والكشف عن وجهه فكان له أن وجد الفرصة سانحة للتعبير عن ذاته وإبراز قدرته على التمييز فأخذ نصيبه غير منقوص من حمل الهم العام وبادر بدعم هذا المشروع الوطني ذي الرؤية الحداثية زاده في ذلك إيمانا منقطع النظير بصاحب هذا المشروع وقناعة لا تقبل الشك في صحة وصدقية المقاصد والغايات..ولعل ما ميز هذا المشروع وزاد مين ألقه تلك اللفتة القوية والرعاية التي أحاط بها رئيس الجمهورية بعض المجموعات القبلية التي ظلت بعيدة من المشهد العام رغم وجاهة إشراكها لما تمتلك من كفاءات وقدرات ذاتية لم تجد من قبل مايناسبها من تقدير ولم تحظى بتمثيل على مستوى هرم الجهاز التنفيذي ولا على مستوى دوائر التسيير ومواقع التأثير.. إلى أن جاء هذا النظام حاملا رسالة عدل وإنصاف وجد فيها الكل غايته، فكان لمجموعة أولاد بولحية شرف التمثيل من خلال منصب وزاري وأمانة عامة لوزارة أخرى وتم تمثيلهم بمحمد ولد كربالي كعضو على مستوى المجلس الوطني فسارعت المجموعة إلى فك شفرات رسالة الاهتمام والعناية تلك واعتبرتها دينا عصيا على السداد وامبرت للدفاع عن هذا النظام الذي وضعت كل وسائلها وامكانتها من علاقات وموارد مالية تحت تصرفه، لا منة وإنما وفاء؛ فكان لرجل الأعمال وأبرز وجهاء هذه المجموعة شرف مطالبة هيئة الأمم المتحدة بتكريم رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز من خلال رسالة موجهة للأمين العام للأمم المتحدة بتاريخ :19|12|2016 كما كان له شرف ترأس كتلة الإنصاف التي اختطت لنفسها نهجا سياسيا جديدا، وابتكرت خطابا وطنيا قائما على حماية السيادة الوطنية وحفظ استقلال البلاد من خلال مطالبها الوطنية العادلة، فكانت أول منبر سياسي يطالب المستعمر الفرنسي بالاعتذار العلني لموريتانيا والتعويض لها عن ما لحق بها من أضرار مادية ومعنوية خلال فترة الاستعمار البغيض. فكان لهذا المطلب الشجاع والعادل صدى إعلاميا قويا ومؤثرا تم تداوله على نطاق واسع من خلال صحف ومواقع بارزة في فلسطين والجزائر ومصر .. فشكل بذلك ورقة ضغط قوية على النظام الفرنسي الذي لم يخف انزعاجه من هذه الحملة الإعلامية القوية التي ساهمت في انتزاع اعتراف الرئيس الفرنسي الحالي والمرشح للرئسيات آنذاك إيمانويل مكرون بجرم الاستعمار وضرورة الاعتذار عنه للشعوب التي تأذت منه وتم اشفاع هذه الحملة برسالة موجهة للسفير الفرنسي بتاريخ: 02|02|2017 حملت مطالب وطنية جوهرية..
ولم تقف كتلة الإنصاف ولا رئيسها محمد ولد كربالي عند هذا، بل أخذت على نفسها مسؤولية الدفاع عن هذا الوطن ورموزه من وزراء وقادة ضباط وقضاة وتصدت للحملات الإعلامية المشوهة والمضللة التي قادتها منظمات حقوقية فرنسية سعت من ورائها لمحاكمة رموز وطنية تحت طائلة مزاعم كاذبة تفتقر لدلائل مقنعة، فاستطاع ولد كربالي بما امتلك من قوة وإيمان بالوطن ومن خلال حملة معاكسة قادتها كتلة الإنصاف أن يجبر تلك المنظمات ومن ورائها دوائر التحريض على ابتلاع السنتها والكف عن موريتانيا، مسجلا بذلك جملة أهداف إضافية..
لكن براعة الرجل ومهارته في كسب معارك الوطن الخارجية لم تشغله عن تحقيق انتصارات سياسية محلية كان آخرها نجاحه في إقناع مجموعة كبيرة من عشيرته بزعامة الاستاذ عالي ولد اندكجلي بالانضمام لحزب الإتحاد من أجل الجمهورية متوجا بذلك سلسلة نجاحات أخرى منها ما هو حزبي كفوز مجموعته بعشرات المناديب لدى المؤتمر الوطني والهيئات الشبابية والنسائية..
وقد سطع نجم عضو المجلس الوطني ومستشار رئيس الحزب السيد محمد ولد كربالي بشكل لافت من خلال النتائج المبهرة التي حققها خلال إدارته للحملة الرئاسية في العام 2014 من دار النعيم حيث حقق للرئيس محمد ولد عبد العزيز رقما انتخابيا تجاوز 8500 صوتا بعد أن تم إقصاء الحزب في الدور الأول من الانتخابات بفارق أصوات وصل 1500 ولم يتمكن من الفوز بأي مستشار بلدي واحد.. يأتي كل ذلك ليمم جهدا مماثلا إذ استطاع ولد كربالي قبل ذلك وفي العام 2013 أن ينتزع الفوز لحزب الإتحاد من أجل الجمهورية في مقاطعة الرياض بعدد أصوات تجاوز 9000 آلاف منهيا بذلك عهدا
من سيطرة حزب التحالف الشعبي APP على هذه المقاطعة لمدة 14 سنة.