أبدت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية تخوفاً من تأثر الاقتصاد العالمي في أعقاب ما أطلقت عليه الصين "الحرب التجارية" مع الولايات المتحدة.
وبدأ الصراع بين واشنطن وبكين بعد أن دخلت الرسوم الأمريكية الجديدة على واردات من الصين حيز التنفيذ الجمعة 6 يوليو/ تموز، وردت الصين بفرض رسوم فورية على سلع أمريكية.
"أكبر حرب في التاريخ الاقتصادي"
وصفت صحيفة الوطن الكويتية الصراع بين أمريكا والصين بـ"الهزة العالمية"، وقالت الصحيفة إن الدولتين أصبحتا "على خط النار" وإن ذلك "علامة على بدء حرب تجارية بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم".
وحذرت صحيفة الخليج الإمارتية من أن "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ترجم تهديداته باستهداف واردات بلاده من الصين إلى واقع ملموس، بعد أن دخلت الرسوم الأمريكية الجديدة على واردات من الصين حيز التنفيذ ... ما ينذر بانطلاق حرب تجارية بين ترامب والصين، رغم مخاوف الشركات والمستثمرين، لاسيما بعد أن ردت بكين بإجراءات انتقامية مماثلة".
وأشار بيار عقيقي في صحيفة العربي الجديد اللندنية إلى "اعتماد مبدأ 'الحرب التجارية' نوعاً متجدداً من الحروب بين الأقطاب العالمية، وهي على عكس حروب العقوبات المتبادلة أو الحرب الباردة، تبدو متحرّكة. فالمال عنصر غير ثابت، وتقلّب الأسعار يتأثر حكماً بأي فرضٍ لرسوم وضرائب".
ورأى الكاتب أن الحالة الأمريكية ـ الصينية هي "الأولى من نوعها تاريخياً، خصوصاً بهذه الكمية الهائلة من الأموال. ومن شأن هذا النوع من الحروب أن يضاهي 'الحرب الإلكترونية' ضراوةً".
وفي انتقاد واضح لسياسة واشنطن، حذرت صحيفة رأي اليوم اللندنية في افتتاحيتها من أن "ترامب وعِصابة 'قطّاع طرق' التي يقودها تفَجِر أكبر حرب تجارية في تاريخ العالم الاقتصاديّ.. وتتبنى سياساتٍ 'حمائية' تُهدّد بِكسادٍ وانهيارٍ عالمي".
وأضافت الصحيفة: " حرب الرئيس ترامب التجارية هذهِ لا تستهدِف الصين وحدها، وإنّما معظَم حلَفاء أمريكا في أوروبا وكندا والمكسيك وأمريكا الجنوبية ممّا قد يُؤدي إلى فَوضى تقود إلى انهياراتٍ اقتصاديّة في القارّات الخَمس... الرئيس الأمريكي يَتصرَّف مثل الثور الهائِج يضرب يمينًا ويسارًا ممّا يُهدد بتَدمير المَنظومة الاقتصاديّة العالميّة وقوانينها".
سياسة "متهورة"
في سياق متصل، كتب فهد المضحكي في صحيفة الأيام البحرينية: "عند الحديث عن حرب ترامب التجارية ليس مع الصين فقط بل العالم لابد من التوقف عند شعار ترامب الانتخابي 'أمريكا أولاً' ويعتقد بعض المحللين أن تفعيل هذا الشعار، وبالأحرى تنفيذه على أرض الواقع يعتمد على سياسة واشنطن الأمنية والاقتصادية - الأولى تعزيز النفوذ العسكري الأمريكي في العالم من بينه الشرق الأوسط والأخرى فرض الرسوم الجمركية على البضائع المستوردة، كل ذلك يصب في تقوية الاقتصاد الامريكي".
من جانبه، وصف أحمد عبد التواب في صحيفة الأهرام المصرية سياسة ترامب بـ"المتهورة" وبأنها أتاحت "فرصة للصين لأن تسعى للعب في العلاقة الخاصة التي تربط أمريكا بأوروبا في حلف كان يبدو أكثر قوة وتماسكاً".
وأضاف الكاتب: "عرضت الصين أن يصدر بيان واضح، من القمة الأوروبية الصينية، التي سوف تنعقد في 16 و17 من الشهر الحالي، يعلن موقفاً صريحاً من الصين وأوروبا ضد القرارات المتلاحقة التي تتخذها إدارة ترامب... لما بدا للصينيين أن الأوروبيين لا يتحمسون إلى اتخاذ موقف علني حاسم ضد أمريكا، راحت الصين تحمسهم بإغراء منحهم تسهيلات استثمارية وتجارية كانوا يأملون فيها".
بالمثل، أشارت صحيفة الغد الأردنية إلى أنه "على الرغم من التحذيرات من تأثير الرسوم على الولايات المتحدة، إلا أن ترامب يعتقد أن الاقتصاد الأمريكي يمكنه الخروج فائزاً من هذه المعركة... في المقابل تعتبر الصين أن اقتصادها قادر على تخطي الأزمة بالتركيز على الطلب المحلي وتخفيف الاعتماد على الصادرات".