"لا أريد أن أعيش، لذلك حاولت قتل نفسي بالسم" هذا ما قالته الفتاة الأفغانية جميلة بعد فشل محاولة انتحارها عقب انهيار خطبتها التي استمرت 6 سنوات، وقد أبلغها خطيبها السابق أنه لم يعد يريدها "فهي لم تعد صغيرة".
وكانت جميلة، البالغة من العمر 18 عاما، في الثانية عشر من عمرها عندما تمت خطبتها.
وتقول لجنة حقوق الإنسان الأفغانية المستقلة إن نحو 3 آلاف أفغانية يقدمن على الانتحار سنويا، وترتفع المعدلات في إقليم هيرات إلى أكثر من نصف الحالات في أفغانستان كلها.
يذكر أن معدل انتحار الرجال هو الأعلى على مستوى العالم، ولكن الوضع مختلف تماما في أفغانستان حيث أكثر من 80 بالمئة من المنتحرين من الفتيات والنساء.
وحذرت اللجنة من أن الرقم قد يكون أكبر حيث لا يبلغ الكثيرون عن حالات الانتحار لأسباب دينية خاصة في المناطق الريفية.
ولكن لماذا تقدم الأفغانيات على الانتحار؟
- تقدر منظمة الصحة العالمية أن أكثر من مليون شخص في أفغانستان يعانون من اضطراب اكتئابي في بلد يعاني النزاع المسلح منذ أكثر من 40 عاما.
- كما ترتفع معدلات العنف ضد النساء في أفغانستان. فبحسب صندوق السكان التابع للأمم المتحدة فإن 87 بالمئة من الأفغانيات ضحية لنمط واحد على الأقل من العنف الجسدي أو الجنسي أو النفسي كما تعرض 62 بالمئة منهن لأنماط متعددة من الانتهاكات.
- ويعد الزواج الإجباري أيضا من أسباب سعي الأفغانيات للانتحار. ويقول تقرير لليونسيف إن ثلث الفتيات الأفغانيات يتزوجن قبل سن الرابعة عشر.
- كما يعتبر الفقر وقلة فرص العمل من أبرز عوامل قلق الأفغانيات بحسب استطلاع رأي نشرته مؤسسة آسيا عام 2017.
- وربطت منظمة الصحة العالمية بين سهولة الحصول على السموم في أفغانستان وارتفاع معدلات الانتحار.
ويقول أطباء في إقليم هيرات إن معدلات الانتحار لن تتراجع ما لم يتم تطبيق استراتيجية فعالة لمكافحة الانتحار على مستوى البلاد. ويقول الدكتور نبيل فقريار إن هناك حاجة ملحة للاعتراف بالدوافع والأسباب التي تدفع النساء للانتحار ومعالجتها حتى يمكن التعامل مع المشكلات العقلية على سبيل المثال.
ومن جانبهم أعلن مسؤولو الصحة في كابول وضعهم خطة على مستوى البلاد لمكافحة الانتحار تتضمن نشر مراكز لعلاج أولئك الذين يعانون مشكلات عقلية.