اتصل الرئيس ترامب هاتفيا بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وحثه على رفع إنتاج النفط بمليوني برميل يوميا.
ورأت صحف أن هذه الخطوة من شأنها أن تحقق الاستقرار في أسواق النفط، بينما تحدثت أخرى عن استخدام السعودية له للحد من تأثير إيران.
من ناحية أخرى، نقلت صحف تحذيرات مندوب إيران لدى منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) من أنه "إذا نفذت السعودية طلب ترامب ستخرج من أوبك".
"استقرار أسواق النفط"
وتشيد الرياض السعودية بجهود المملكة في إعادة منظمة الأوبك "لواجهة القيادة من جديد"، وتقول إنها "أعادت الثقة إلى أسواق النفط وعززت ضمان الإمدادات، خاصة بعد الاتفاق الشهير الذي أفضى إلى استقرار أسواق النفط العالمية".
وتقول في افتتاحيتها إن الاتصال بين الملك سلمان والرئيس الأمريكي له "أهمية كبيرة في طمأنة أسواق النفط وبذل الجهود للمحافظة على استقرارها وضمان نمو الاقتصاد العالمي، والمساعي التي تقوم بها الدول المنتجة لتعويض أي نقص محتمل في الإمدادات".
ويتساءل عبد الباري عطوان في رأي اليوم اللندنية: "ماذا يعني تجاوب العاهل السعودي... وهل ستحصُل القيادة السعودية على ثمن مقابل هذا القرار الخطير.. وما هو؟"
ويرى أن هذا الطلب أحد "مؤشرات الحروب الأمريكية في المنطقة العربية".
ويقول: "السيناريو نفسه يتكرر الآن بعد 15 عاما بالتمام والكمال، وتلعب المملكة العربيّة السعودية، ودُوَل خليجية أُخرى دوراً محورياً فيه، سواء بإغراق أسواق العالم بالنفط لخَفض الأسعار حتى لا يتأثر الاقتصاد الغربي، وجيب المواطنين الأمريكيين بالتالي... فإغراق الأسواق بكميات إضافية من النفط وتخفيض الأسعار بالتالي هو أحد أبرز مؤشرات الحروب الأمريكية في المنطقة العربية".
ويضيف: "ترامب أطلق الرصاصة الأُولى في حصارِه الذي يريد فرضه على إيران ابتداءً من نوفمبر / تشرين الثاني المُقبِل كخطوةٍ أُولى في إطارِ مُخَطَّطِه الرَّامي لإطاحة النظام، واستبداله بآخَر مُوال للولايات المتحدة تمامًا مِثلما جَرى أثناء غَزو العِراق واحتلالِه عام 2003، وتَغيير نظام الرئيس صدام حسين بتَحريضٍ إسرائيليّ".
"الحد من تأثير إيران"
أما خالد بن راشد الخاطر، فيرى في الشرق القطرية أن السعودية تُستخدَم "للحد من تأثير إيران بزيادة الإنتاج" من أجل "تحكم أفضل في الإنتاج والإمداد ومن ثم في الأسعار"، ويشير إلى أن زيادة الإنتاج لن تحقق استقرار لأسعار النفط.
ويقول: "عمدت السعودية لعقود على لعب دور المنتج المرجح خارجياً والموزع المهدئ داخلياً، وقد شهدنا ذلك بالنسبة للأخير خلال الأزمات السابقة، غزو العراق للكويت ومع بدايات الربيع العربي، إذ استخدم النفط كعامل لتعزيز الاستقرار الداخلي ... ولكن انتقل بعد ذلك دور النفط السعودي بشكل واضح لمواجهة الخطر في مصادره الإقليمية ولدى دول الجوار من خلال محاولة إدارة أو قمع ثورات الربيع العربي".
ومن جانبه، يتوقع وليد خدوري في الحياة اللندنية ردود أفعال إيرانية غاضبة.
ويقول خدوري: "من المتوقع أن يشكل إحلال النفط السعودي محل النفط الإيراني اعتراضات وانتقادات من قبل طهران. لكن، وكما دلت عليه التجارب السابقة، خصوصاً عند إحلال النفط السعودي محل النفط العراقي في عقد التسعينيات، اقتصر الخلاف على تأزيم المواقف ضمن أوبك، خصوصاً عند توزيع الحصص".
ويحذر: "لدى إيران نقاط قوة في مواجهة العقوبات. فهي تملك خبرة طويلة في الالتفاف على العقوبات النفطية. كما لديها الخبرة في التعامل اقتصادياً مع انهيار الريع النفطي، خصوصاً إذا استقرت الأسعار عند نحو 70 دولارا".