عملت السلطات الموريتانية منذ سنوات على إيجاد مقاربة أمنية واقتصادية ذات اتجاهات ومسارات متعددة ,وقد نجت الى حد بعيد في تطبيق تلك الاستيراتيجية وبدأت تقطف ثمارها على أكثر من مستوى ,مما حدا بالدول الافريقية الى طلب المساعدة من الحكومة الموريتانية في الاستفادة من تجربتها في مختلف المجالات.
ويؤكد المراقبون الافارقة أن موريتانيا من الدول القلائل في القارة التي استطاعت شق طريقها الى مستوى من الاستقرار الامني والاقتصادي والسياسي وبتخطيط عقلاني وحكمة كبيرة.
الزعماء الافارقة متفقون على أن هذه القمة التي تعقد في العاصمة الموريتانية نواكشوط وفي ظروف بالغة الاهمية ,يجب أن تعتمد المقاربة الموريتانية وتضعها في سلم أولوياتها وعلى رأس جدول أعمالها ,ومنها على سبيل المثال لا الحصر :
ـ المقاربة الامنية لمكافحة الارهاب والتي اعتمدت على خطين أساسيين متوازيين :
القوة العسكرية الرادعة ,والقوة الناعمة المتمثلة في اطلاق حوار متحضر تصاحبه حملة ثقافية واعلامية متعددة الجوانب لنبذ التطرف والارهاب.
ـ المقاربة الاقتصادية التي تبدأ بسن القوانين المكافِحة للفساد والبدء الفعلي في تطبيقها على الارض ,مرورا بتنويع المصادر الاقتصادية ,وليس انتهاء بإنشاء منطقة نواذيب الحرة.
,لذلك تسعى القمة الافريقية الحالية للاستفادة مما وصلت اليه بلادنا من استقرار أمني واقتصادي تفتقد له العديد من الدول الافريقية.
يذكر أن اللجان الافريقية التي اجتمعت على مدى الايام الماضية للتحضير للقمة ,أبدت اندهاشها وإعجابها أساسا : بالاستراتجية الامنية التي حفظت للبلاد استقرارها ,وكذلك استراتيجية التسيير المعقلن لثروة البلاد ,وبخطة مكافحة الفساد التي بدأت تؤتي أكلها وثمارها على الاقتصاد المحلي.
كما سيعى القادة الافارقة الى اعتماد الاستراتجية التي اعتمدها النظام الموريتاني فى مجال الاستفادة من الطاقات الشابية الصاعدة, حيث تتجاوز نسبة الشباب 70% من ساكنة القارة, والتي عمد النظام الموريتاني على فتح لقاء مباشر مع هذه القوى 2014 وانشاء مجلس للشباب بغية دمجهم في الحيات التنموية للبلد.