شنت صحف عربية بنسختيها الورقية والالكترونية هجوماً حاداً على ما يسمى بصفقة القرن التي يسوق لها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
ويأتي ذلك عقب الجولة التي قام بها صهر ترامب، جاريد كوشنر، في المنطقة ولقاءاته بعدد من القادة العرب والإسرائيليين.
ونبدأ من الصحف الفلسطينية، التي أظهر فيها عدد من المعلقين سخطهم تجاه الصفقة المزمعة مطالبين بإسقاطها.
ففي افتتاحيتها، تقول الحياة الجديدة: "صفقة وأوهام، والحقيقة وحدها حقيقة فلسطينية بتجسيدات قرار قيادتها الشرعية، واللا الكبرى لزعيمها أو مازن: اذا كان وعد بلفور قد مر فإن وعد ترامب لن يمر أبدا، ولا ينبغي لأحد ان ينسى ذلك، فيتوهم ان للصفقة الخديعة حقيقة أو مستقبلا".
وفي الصحيفة ذاتها، كتب عمرو حلمي الغول مقالاً بعنوان "لنسقط صفقة القرن"، يقول فيه: "لم يعد هناك مجال للانتظار لتحشيد كل الجهود والطاقات الوطنية والقومية والأممية لقصم ظهر الصفقة المشؤومة، وقد بدأت قيادة منظمة التحرير فعلا مهام التصدي المباشر للصفقة".
ويضيف الغول: "الوقت من ذهب، وعلينا العمل بشكل دؤوب ومثابر ومنظم في كل الميادين والحقول لنسحق المؤامرة، وعلى كل الهيئات والمؤسسات والقطاعات الرسمية والشعبية والاتحادات والنقابات ومنظمات المجتمع المدنية، كل من موقعه واستشعاره لمسؤولياته الوطنية العمل بوتيرة واحدة وفاعلة للتصدي لصفقة القرن الترامبية المشؤومة، والإصرار على هزيمتها وإسقاطها مرة وإلى الأبد".
وفي القدس، يقول يونس السيد: "إن سياسة القوة والغطرسة التي تنتهجها الإدارة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية، هي التي ستحول دون تمرير صفقة القرن، لأنها نسفت مسبقاً أساس شروط أي تسوية سياسية، عندما تحدّت العالم والقوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة، وقرّرت الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقلت سفارتها إليها، وبدلاً من التخلي عن سياسة الضغوط والإملاءات، ها هي تمعن في تجاهل حقوق أصحاب الأرض الشرعيين، وبالتالي فإن الصفقة لن تمر".
"صفعة القرن"
وفي القدس العربي اللندنية، يهاجم إبراهيم نصرالله بعض الدول العربية التي يزعم أنها تدعم الصفقة، حيث يقول: "لن ينجو أي متآمر على فلسطين من لعنتها. من يعتقد أنه سينجو إذا أنهى القضية الفلسطينية، ولن ينهيها، سيهلك، ولن يحميه أحد، لا البيت الأبيض الذي يستمتع اليوم بفرائه وثغائه وحليب أرضه، ولا الشعوب التي لن تقبل إلى الأبد أن تكون لقمة خبزها نوعاً من أنواع الرشوة، لتظل ساكتة. وثمة جهنم، هنا وهنا وهناك، على وشك أن تطرُق أبواب هذه الأنظمة اللقيطة بعد قليل".
وبالمثل، كتب سعد ناجي جواد مقالً بعنوان "صفعة القرن" في رأي اليوم اللندنية يقول فيه: "بات واضحا الآن أن الولايات المتحدة وإسرائيل تتأهبان لتوجيه صفعة القرن للعرب، وهذا ليس بالعجيب أو المستغرب، لكن الأمر المؤلم والذي يحز في النفس ان القادة العرب إما يلتزموا الصمت أو يُبدونَ استعدادا كبيرا لقبول ذلك، لا بل انهم يتهيأون لإعطاء أمريكا واسرائيل الخد الآخر".
وفي الصحيفة ذاتها، يقول عبدالفتاح طوقان: "صفقة القرن، صفعة مدوية وتضع قرونا بمعانيها الكنائية على رؤوس بعض حكام العرب، إن هم قبلوا بها".
وفي الغد الأردنية، يقول فهد الخيطان إن "الفلسطينيين قيادة وشعبا يتخذون موقفا موحدا من الصفقة المفترضة"، مؤكداً أن "الأردن ومعه كل الدول العربية لا تملك حق التفاوض نيابة عن الفلسطينيين أو التوقيع في غيابهم".
ويختتم الخيطان بالقول: "لقد جربت إدارات أمريكية سابقة إغراء الفلسطينيين بمنافع اقتصادية للقبول بتسويات غير عادلة لقضيتهم الوطنية، وفشلت جميعها، واعتقد أن الخطط المعروضة حاليا ستلقى نفس المصير".
وفي الوفد المصرية، كتب سيد عبد العاطي مقالاً بعنوان: "ارفضوا هذه الصفقة المشبوهة"، يقول فيه إن هذه الصفقة "تهدف إلى بيع كامل فلسطين للكيان الصهيوني لتحويلها إلي دولة يهودية خالصة مقابل أن يتخلص الحكام العرب من الكابوس الإيراني، والتمتع بسلام دائم مع إسرائيل والحصول على مساعدات مالية كبيرة تجعل شعوبنا العربية الفقيرة تنعم بأكل الهامبورجر والسيمون فيميه".
ويختتم الكاتب بالقول: "القضية فعلاً خطيرة ويجب على الحكام العرب أن يصارحوا شعوبهم بالحقيقة، وعليهم أن يرفضوا هذه الصفقة المشبوهة مهما كان الثمن".