الحمد لله علي كل ما يُقدًر وعلي أن ستقام قريبا ولأوّل مرّةٍ في نواكشوط قمّة لإفريقيا بعد أخري للجامعة العربية .
لا جدال في أن تتَالي القِمَمْ من علامات النٌّعَمْ ,إن لم تكن هذه المقولة مسلمة فلا أقرب إلي المسلمة منها .
قد لا نحتاج التفطن إلي أن مبادرات الرئيس عزيز وقراراته الشجاعة وراء الظفر بانعقاد القمم في موريتانيا وأنه لولا النجاح الباهر في الماضية ما كانت اللاحقة .
إن انعقاد القمم علي أرض شنقيط سهْلُ الذّكر عميقُ الدّلالة كثيرُ الفائدة ويستحق من الإشادة مالا تكفيه صحراء ورقٍ ولا نهرُ مداد .
إنه ولمدة يومين سيُداول رؤساء 50 دولة في بلدهم الثاني حول قضايا مهمة متعلقة بأمنهم ومستقبلهم وبحضورهم الدّولي .
ومن وجهة نظر موضوعية غير شرقية ولا غربية يتوجب علي كافة الموريتانيين عمل ما في الوسع لإنجاح هذا اللقاء النادر ,فالضيوف لكونهم ضيوف رئيس الجمهورية هم أيضا ضيوف موريتانيا .
ولقوة النشوة فقد تطغي عاطفة الامتنان والإجلال للحدث علي ذكر المنتظًر منه علي الأصعدة:الاقتصادية والثقافية والسيّاسية .
ولا بد هنا من ذكر أن المُؤمّل وفير وكثير وأن التئام هذا الجمع عندنا علامة خير عبْرها تصغر كل ضيقة مهما كان حجمها .
الحمد لله أخري أنْ منّ علينا بأن اتخذنا القرار الصائب بخلق الظروف المناسبة لإقامة الحدث المهم في ظروف مماثلة لما هو مطلوب دوليا :مطار بمعايير دولية وقصر عصري للمؤتمرات .
وأما عن نواكشوط ,فمن أمعن النظر في قلبها وشوارعها فسيدرك من دون عناء أنها غيرت من وجهها أيما تغيير حيث يلتقي التوسع العمراني بالطرق المعبدة المضاءة والمزينة بالأعلام ولافتات الترحيب .
اجتمع العرب من قبل هنا وكان ما كان من بني تحية أضيف إلي جهود سبقته والأهم أنه حصلت صلة الرحم التي نعلم أنها تطيل في العمر وتزيد في الأرزاق .
لم يكن قد خطر ببالي مطلقا أن قارة كاملة تختزل في عاصمة فلما تم ذلك أدركت أن الإرادة غير محدودة وأن الطموح هو أمثل وسيلة لبلوغ المنشود أيا كان .
لا جدال يُعْقدُ اليوم عند المنصفين حول من يحسب له هذا الفضل الذي هو أولا لموريتانيا وأولا أيضا حتي لا نقول ثانيا يرجع الفضل فيه إلي شجاعة وهمة وعمق خيال رئيس الجمهورية .
لا يمكن كيْلُ المستخلص من الحدث التاريخي فالبلد علي موعد يجعله وليومين محط أنظار العالم قاطبة.
إن تواجد رؤساء دول كبرى و أمين عام الأمم المتحدة و رئيس المؤتمر الإسلامي ومسؤول الدول الناطقة بالفرنسية و أوروبا يعد مفخرة سياسية على أكثر من صعيد .
وعود إلى ما تحقق في نواكشوط يجدر التنبيه إلى أن ما حصل في وقت وجيز من الطرق ومن الإضاءة والتحضير قد فاجأ الجميع بمن فيهم لجان الاتحاد الإفريقي المكلفة بالتنسيق ومباشرة أعمال التهيئة .
وقد توافقونني الرأي بأن البلد أصبح ينظر إليه من منطلق أنه وازن على كل المستويات ويمكن الاستعانة به لحل القضايا الدولية العويصة .
إن الجمهورية الإسلامية الموريتانية برهنت من خلال احتضان المؤتمرات الإقليمية والدولية على دورها المحوري والهام في إفريقيا والعالم.
إن انعقاد المؤتمرات بالتتالي في نواكشوط برهان على المنزلة التي تحظى بها موريتانيا في المحفل الدولي والاعتبار الممنوح لرئيس الجمهورية.
لقد آن للجميع إدراك التقدم الحاصل في البلد علي المستوي العالمي و الذي يمكن استغلاله لصالح المجموعة الدولية والسلم العالمي ثم لموريتانيا .
لا أعتقد أننا بحاجة للفت الأنظار إلى الانجازات التي حقق البلد في ميادين شتى فان كان النجاح هو نيل المطلوب وبلوغ المنشود فهذا ولله المد قد تم .
ولقمة نواكشوط كل الحق في إصدار بيان نواكشوط حول القضايا الدولية بدء بالقضية الفلسطينية واليمنية والسورية وغير ذلك من المسائل المتعلقة بالسلم الدولي والمناخ وغيره من قضايا الساعة .
والى أن تنعقد القمة ويصدر بيانها الختامي فسيبقى بعض من الموريتانيين علي تشكيكهم في كل شيء لكن الواقع أقوى من الجميع والنتائج الملموسة لا تقوي علي محوها أية قوة أو آفة .
وأخيرا فإنه مهما يكن فللجميع الحق في أن يعتبر أن النجاحات التي يحقق الرئيس الذي هو رئيس الجميع تبقي للجميع أيضا.
أدام الله عافيته علي الجميع ...