ناقشت صحف عربية تطورات الصراع اليمني مع استمرار المعارك في ميناء الحديدة بين القوات الحكومية المدعومة بالتحالف بقيادة السعودية والمتمردين الحوثيين.
ويسيطر الحوثيون منذ عام 2014 على الميناء وعلى أغلب مناطق شمالي اليمن، وعدد من الموانئ الأخرى في البلاد.
وأعلنت القوات الحكومية صباح الأربعاء 20 يونيو/حزيران سيطرتها على ميناء الحديدة بعد أن دخلت مجمع مطار المدينة عقب أسبوع من المعارك عند أطرافه.
تفاؤل مشوب بالحذر
وأشارت صحيفة البيان الإمارتية في افتتاحيتها إلى أن "الحديدة هي الطريق الرئيسي إلى صنعاء" وانتقدت "تعنت ميليشيا الحوثي وعدم استجابتهم لعرض المبعوث الأممي عليهم بإلقاء السلاح والانسحاب غير المشروط من الحديدة حقناً للدماء وتفادياً لأي مواجهة قتالية".
وأشار ناجي صادق شراب في صحيفة الخليج الإماراتية أيضا إلى أن المعركة ليست "عسكرية فحسب تقاس بحجم الخسائر، بل هي عملية إغاثة إنسانية، معركة إنقاذ، هدفها إعادة الأمل والبناء والتنمية".
وأضاف الكاتب: "بعد فشل كل الجهود والمحاولات أمام عناد الحوثيين ورفضهم التفاوض أو تحييد ميناء الحديدة كان لا بد من يوم الفصل والقرار بالبدء في تحرير الحديدة بمينائها ومطارها ... ولولا هذا النصر لكان الحوثيون مستمرين في سيطرتهم بدعم إيراني".
وفي صحيفة عكاظ السعودية رأى مصطفى النعمان أن التصريحات الأخيرة لزعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي التي عرض فيها إشراف الأمم المتحدة على إيرادات الميناء إنما هي بمثابة "الخطوة المتأخرة ... لكنها تشكل نتيجة طبيعية للضغط العسكري، كما يمكن البناء عليها وتحكيم الضمير لإنقاذ ما يمكن إنقاذه".
ودعا الكاتب الأمم المتحدة إلى "التحقق من ضمانات عدم التراجع عن إعلانه هذه المرة، وليس في ذلك ما يضعف جبهة التحالف، بل إني على يقين أن هذا هو الهدف النهائي لقيادته".
أما صحيفة الأهرام المصرية، فقد حذرت فيها نيفين مسعد من أن "الصراع اليمنى بشكل عام صراع بالغ التعقيد والتشظي"، وقالت "هناك ما يدعو للتفاؤل بالإنجاز الذى حققته قوات الشرعية، وبالتطلع مستقبلاً إلى تحرير كامل محافظة الحديدة ... ومع ذلك فإن التفاؤل يجب أن يظل محفوفاً بالحذر بالنظر إلى جملة التحديات التى تكتنف إتمام تحقيق هذا الهدف ... دون أن نتصور أن الطريق إلى صنعاء صار مفروشا بالورود".
سيناريو "صعب جداً"
وعلى الجانب الآخر، دعا عبد العزيز البكير في صحيفة الثورة اليمنية الموالية للحوثيين إلى "اجتماع الإرادة اليمنية السياسية الداخلية والخارجية على موقف واحد ... وفتح صفحة جديدة من الصدق والتوافق على الحل اليمني اليمني".
وأضاف البكير محذراً قوات التحالف: "لن تدخلوا الحديدة حتى يلج الجمل في سم الخياط".
في سياق مشابه، رأى زين العابدين عثمان في صحيفة المسيرة الإلكترونية الموالية لحركة أنصار الله الحوثية أن "الوقت بات مناسباً لنقول أن سيناريو اجتياح الحديدة من قبل الإمارات يعتبر صعبا جداً فالمسألة لم تعد هينة كما حسبها الإماراتيون أو من يقف خلفهم من دول الغرب ومن الشواهد الدلالية ما يثبت ذلك جملة وتفصيلاً فالإمارات قد أقحمت نفسها في معركة لا نصر فيها، بدايتها خطوة انتحارية ونهايتها هزيمة".
وتبنت صحيفة الأخبار اللبنانية رأياً مماثلاً إذ قالت: "لا يزال تحالف العدوان على اليمن عاجزاً عن تثبيت موطئ قدم له في مطار الحديدة، في وقت تتزايد فيه الخسائر البشرية والمادية في صفوف الميليشيات التي تقاتل تحت لوائه، ويشتدّ الحصار المفروض على عناصرها في غير منطقة من الساحل الغربي ... الأداء المخيّب للحليفَين [السعودية والإمارات] قد يحمل واشنطن على كبح جماح هجومهما، وإقناعهما بالركون إلى ما كانت 'أنصار الله' قد عرضته من استعداد لرقابة أممية على الميناء".