كل شعوب الدنيا لها ملفات عالقة ولها ملفات سوداء حالكة السواد ، لكن في لحظات الوجع تتكاتف الأيدي ويقف الجميع مع الوطن ومع ترابه ودماء أبنائه ، ولا أحد يفكر في جزئيات بسيطة الزمن والوعي كفيلين بتجاوزها ، وهنا لاتشكل رعبا لنا ولاتشكل قلقا نحن أصحاب تاريخ مشترك قاوم فيه بكار ولد أسويد حمد ، وقاوم فيه الحاج عمر تال الفوتي .. سالت فيه دماء العربي الأصيل والزنجي الإفريقي الأبيض والأسود النبيل .. سالت عند النهر وسالت تحت الجبل و سالت علي صحرائنا الوطنية فدعوات مغرضة للتفرقة بين أبناء الوطن الواحد في وقت كهذا لن تزيد الدم إلا سخونة ولن تزيد الوطن إلا رفعة ولن تزيد الوطنية إلا إتقادا وحماسا ولن تزيد كاتبها إلا جفافا في العقل والقلب ..الكاتب الحر لايقف ضد وطنه ، ولاتوجد سابقة لكاتب حر في التاريخ يتشفى في شعبه و يسخر من جيشه ويفتح الأكفان عن شهداء وطنه ليعرف ألوانهم وأعراقهم وعلى ذاك الأساس يترحم عليهم أو يحجب الرحمة ..الكاتب الحر مثقف صاحب حس مرهف ونبض إنساني في عروقه وفيضان أخلاقي يرفع دوما من حسه ويجعله يرتقي نحو الذرى ويقف دائما مع الناس والوطن ، ولايليق به أن يتحول لبائع قيح وكاتب طاعون ..وقتها ينتقل من كاتب حر ومثقف حر إلى مثقف من مثقفي الطين والمستنقعات وحقول النفط الذين لا يشمون رائحة الدم ولا توقظهم الآهات البريئة ولاتعنيهم الأوطان ولا إستمرار الشعوب -
#عاشت موريتانيا و عاش جيشنا الوطني الابي.