علَّقت صحف عربية على ما يُسمّى بـ"صفقة القرن"، إذ يستعد المبعوثان الأمريكيان جاريد كوشنر، وجيسون غرينبلات للقيام بجولة في الشرق الأوسط قد تشمل مصر والسعودية وإسرائيل والأردن وقطر للترويج لها.
ويحذِّر كُتَّاب من أن المراد من هذه الصفقة ما هو إلا "تصفية" القضية الفلسطينية، وأن الانقسام الفلسطيني هو المدخل لذلك.
"تصفية القضية الفلسطينية"
ويقول رئيس تحرير "رأي اليوم" الإلكترونية اللندنية عبدالباري عطوان: "إنه على الرغم من أن موعد هذه الجولة لم يتحدد بعد، إلا أن "تَسريبات إخباريّة تُؤكِّد أنّها ستَبدأ الأُسبوع المُقبِل بزِيارةٍ القاهرة، التي من المُتوقَّع أن تلعب دورًا كبيرًا في تَمرير هذه الصَّفقة".
ويرى عطوان أن عنوان الصفقة الأبرز هو "'تسمين' قِطاع غزّة، وتحسين الظُّروف المعيشيّة لمِليونين من سُكَّانِه، وإقامة ميناء بحريّ ومطار جويّ في مِنطَقة رفح المِصريّة المُحاذِية له، إلى جانب محطّة كهرباء عِملاقة، وأُخرى لتَحلِية المِياه".
ويضيف: "الشَّعب الفِلسطينيّ يَحتاج إلى الماء والكَهرباء والميناء والمَطار أُسوَةً بكُل الشُّعوب الأُخرى، ولكن أن يكون مُقابِل هذهِ المَطالِب الأساسيّة هو التَّنازُل عن ثَوابِتِه الوطنيّة، وحُقوقِه المَشروعة في العَودة وتقرير المَصير وتَحرير وَطنِه من النَّهر إلى البحر، فهذا مَشروعٌ تَصفويٌّ مَرفوضٌ يَجِب أن يُقاوَم بِكُل الطُّرق والوَسائِل، ومهما بَلغَت التَّضحِيات".
وفي صحيفة القدس الفلسطينية، كتب رئيس تحرير السفير اللبنانية طلال سلمان يقول: "صفقة القرن لمن لم يفهم المقصود، أو ادعى أنه لم يفهم القصد، لا تعني شيئاً غير تصفية القضية الفلسطينية وتثبيت كيان الاحتلال الإسرائيلي فوق تلك الأرض العربية التي كان اسمها فلسطين، وسيبقى اسمها فلسطين، ولو أنكر العالم كله هويتها الأصلية وزور تاريخها ووجود شعبها فيها على امتداد الدهور".
ويشير الكاتب إلى أن "فتية غزة قادرون على أن يكونوا رأس الحربة" في مواجهة هذه الصفقة "وبعدها سنشهد نهوضاً عظيماً قد يطيح بأنظمة عدة".
ويضيف: "ولسوف تشرق الشمس من جديد، وهذه الأمة تشيع 'صفقة القرن' ومعها الخونة من المتبرعين بالتوقيع على التنازل عما لا يجوز التنازل عنه، لأنه أغلى من الحياة".
"تكريس دولة غزة"
ويقول أشرف العجرمي في صحيفة الأيام الفلسطينية: "يحق للقيادة الفلسطينية أن تخشى من المشاريع التي تبدو ظاهرياً وكأنها تريد حل المشكلة الإنسانية في غزة، وهي في الواقع تريد تكريس دولة غزة تمهيداً لتطبيق صفقة القرن".
ويتابع الكاتب أن هذه الصفقة "تقوم على حل يرتكز على غزة كأساس وأجزاء من الضفة الغربية بعد أن تضم إسرائيل ما تشاء من المناطق المصنفة (ج) في الضفة، والتي تقوم عليها المستوطنات وذات الأهمية الاستراتيجية أمنياً واقتصادياً لإسرائيل، وتستثنى القدس من هذه الدولة ويستعاض عنها بالقرى والبلدات في قضاء القدس ومحافظتها".
ثم يحذر من أن "بقاء الانقسام هو المدخل لتنفيذ المشاريع التصفوية".
وكتب أيمن أبو ناهية من موقع فلسطين أونلاين تحت عنوان "ما علاقة غزة بصفقة القرن؟" يقول: "الأزمة في غزة ليست بسبب كارثة طبيعية حتى يتم تدارس بعدها الإنساني كي تجاملنا الإدارة الأمريكية بجمع الأموال من أجل إنشاء المشاريع فيها، بل هي بفعل الحصار والاحتلال الإسرائيلي الذي دعمته الإدارة الأميركية، وساندت استمراره ووقفت أمام أي جهد لرفعه".
ويتساءل: "لماذا تهتم الآن الإدارة الأمريكية بقطاع غزة وكأنها الآن أحست بالكارثة الإنسانية التي حلت على غزة؟! أليس هذا من أجل تمرير صفقتها السياسية في الوقت الذي يقترب طاقم صفقة القرن من القدوم إلى المنطقة بعد التفاهم التام بين ترامب ونتنياهو حول الموضوع".
ويؤكد أبو ناهية أن "غزة التي صمدت في وجه الاحتلال والحصار لم ولن تمرر هذه المؤامرة الرخيصة ولم تتنازل عن القدس ولا توافق على تبادل الأراضي والسكان مقابل أموال مسيسة او وعود مذلة وتنازلات مجانية".