اهتمت صحف عربية بتقديم الاتحاد السعودي لكرة القدم شكوى رسمية للفيفا ضد قنوات بي إن سبورت حول تغطية شبكة القنوات القطرية لمباراتها مع روسيا في افتتاح كأس العالم.
واتهم الاتحاد السعودي بي إن سبورت بـ"استغلال كأس العالم لأغراض سياسية"، مطالباً الفيفا بـ"سحب الحقوف الحصرية الممنوحة للقناة في مونديال كأس العالم لحماية اللعبة من التشوية الذي طالها".
"سقوط أخلاقي كبير"
وشنت بعض الصحف، وبخاصة السعودية، هجوما على شبكة القنوات القطرية، واصفين تغطيتها بعدم الحيادية.
وتؤكد الرياض السعودية في افتتاحيتها التي عنونتها "سقوط أخلاقي كبير" أن القناة القطرية قد "ابتعدت عن المعايير المهنية والأخلاقيات الإعلامية بإقحامها السياسة في كل التفاصيل حتى تحول تحليل مباراة إلى برنامج سياسي ينتقد توجهات الدول ويتطاول على قياداتها وشعوبها".
وتضيف الصحفية: "ما يمارسه معلقو ومحللو (بي إن سبورت) من أعمال وما يخرج من أفواههم من أحقاد تجاه المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً يجعل من المنطقي طرح العديد من التساؤلات حول أهلية هذه القنوات لنقل حدث ضخم ينتظره سكان العالم بشغف، ففي ممارستها ما يتعارض مع مبادئ، أقيمت مثل هذه الأحداث لتعزيزها بعيداً عن أي اعتبارات أخرى".
كما يقول أحمد الشمراني في عكاظ السعودية إن القناة "قدمت نماذج تحت مبرر محلليين رياضيين، فتركوا المباراة وذهبوا إلى أقوال فيها غل وتصفية حسابات وسخرية من المملكة قيادة وشعباً. وفي اعتقادي الجازم أن الفيفا لا يمكن أن يقبل من أحد إدخال السياسة في الرياضة، وهكذا، فكيف والمتجاوز مالك حقوق بث نهائيات كأس العالم (حصرياً) وماذا يقول القرار المنتظر في مثل هذه الحالة؟"
ويضيف الشمراني: "من حق (بي إن سبورت) أن تفرح وتبتهج بخسارتنا من الروس وأن يتراقصوا في الاستديو أوباشها لكن ليس من حقهم أن يحضروا (صوير وعوير واللي ما فيه خير) ويمنحونهم فرصة تسييس الأمر، فهذا يتنافى مع الشروط وكراساتها ومع أهداف الرياضة بشكل عام".
ويقول محمد الحمادي رئيس تحرير الاتحاد الإماراتية في مقالٍ بعنوان "رياضة بلا سياسة": "حسناً فعل الاتحاد السعودي لكرة القدم برفعه شكوى رسمية إلى الفيفا لاستغلال قنوات bein sports القطرية وذلك بسبب إصرارها على بث رسائل سياسية تهدف للإساءة للمملكة العربية السعودية".
ويضيف الحمادي: "إن التحريض المستمر من القناة القطرية وإثارة الكراهية بين الجماهير والشعوب، يتنافى مع الأخلاقيات المهنية للإعلام، فضلاً عن تعارضه مع قوانين الاتحاد الدولي التي تشدّد على وجوب النأي بالرياضة عن السياسة، لذا فإن الخطوة السعودية مرحب بها، بل يجب دعمها لإنهاء هذا السلوك غير الرياضي من هذه القناة".
"ظاهرة سلبية"
ولكن صحفا أخرى هاجمت تصريحات المستشار الملكي السعودي ورئيس الهيئة العامة للرياضة تركي آل شيخ، بشأن تلك القضية، واصفين إياه بأنه "ظاهرة سلبية" في الرياضة العربية.
وتؤكد القدس العربي اللندنية في افتتاحيتها أن آل شيخ "من دون منازع، أكثر شخصية عربية انتهكت أي حياد ممكن في الرياضة، وهو يجسّد في تاريخه الشخصي معاني هذا الخرق".
وتضيف القدس: "يؤكد ذلك أن مسلسل أفعاله المثيرة للجدل طويل جداً، ابتداء من تصريحاته السياسية الفالتة من عقالها، إلى تدخلاته المباشرة في شؤون الرياضة العربية لأهداف سياسية، كما حصل في النادي الأهلي المصري، والمنتخب الفلسطيني، ووصولاً إلى موقفه المسيء حقاً للرياضة والسياسة معاً بانحيازه المعلن لملف استضافة الولايات المتحدة الأمريكية لمونديال 2026 وتحريضه الصريح ضد ملف استضافة المغرب المنافس لها".
وتقول مها محمد في الوطن القطرية في مقالٍ بعنوان "حين يصبح الأحمق مستشاراً": "تركي آل الشيخ ظاهرة لا تحتاج كثيراً إلى الدراسة لكنه تحول إلى ظاهرة صوتية، وسلبية، منذ أصبح في مناصبه الحالية اشغلنا بالكتابة عنه قليلاً لتصرفاته العدائية، والصبيانية مع قطر، وأشغل وسائل الإعلام، وبعض الشعوب العربية بالمشاكل التي أثارها بتصرفاته وتصريحاته حتى ألفوا عليه الأغاني وهاجموا سياسته وعبثيته بنفس السلاح الذي ابتدعه حين هاجم قطر غنائياً".