ناقشت صحف عربية بنسختيها الورقية والالكترونية آخر تطورات المواجهاتِ بين قواتٍ يدعمُها التحالف العسكري بقيادةِ السعودية والحوثيين في محيطِ مطار الحُديدة وبداخله.
وأبرزت لقاء المبعوث الأممي مارتن غريفيث مع الحوثيين ومطالبته لهم بالانسحاب من الميناء الاستراتيجي.
"نرحب بالخبر السار من صنعاء"
ويقول موقع أخبار اليمن إن عبد الملك الحوثي وافق على الانسحاب وتسليم ميناء الحديدة مقابل شرطين أساسيين، هما "أن تشرف الأمم المتحدة على إدارةِ الميناء ووقف عملية النصر الذهبي".
ونقل الموقع تفاؤل وزيرِ الدولة للشؤونِ الخارجية الإماراتية، أنور قرقاش، و قولَه على حسابه بموقع تويتر: "نحن وكل اليمنيين نرحب بالخبر السار من صنعاء، ونشجع جهود المبعوث لتسهيل تسليم آمن للحديدة إلى الحكومة اليمنية الشرعية".
وتبدي البيان الإماراتية تفاؤلاً وتشير إلى أولوية حماية المدنيين.
وتقول في افتتاحيتها: "تصميم الشرعية والتحالف على تحرير المدينة ومينائها الاستراتيجي يأتي من منطلقات أكبر، لأن تحريرها من شأنه تقصير أمد الحرب في جميع مناطق اليمن، إذ تتخذ الميليشيا الإرهابية من المدينة ومينائها منفذاً لتهريب الأسلحة والصواريخ الباليستية الإيرانية التي تهدد بها أبناء اليمن ودول الجوار، كما تتخذ من المدينة منطلقاً لممارسة إرهابها في تهديد الملاحة الدولية".
وتضيف: "من هذه المنطلقات الإنسانية، يجدد معالي الدكتور أنور قرقاش، في لقائه مع أعضاء السلك الدبلوماسي لدى الدولة، تأكيد أولوية حماية المدنيين والإجراءات الدقيقة والمدروسة التي يتخذها التحالف في المعركة، مستعرضاً كذلك خطط التدخل الإنساني التي تم تجهيزها لإدخال المساعدات وإغاثة المدنيين وضمان عدم تأثرهم".
ويرى طارق مصطفى سلام في الثورة اليمنية أن ما يحدث في الحديدة كشف "عن مؤامرة العدو".
ويقول: "بهذا التخبط وتلك الخطوات البائسة واليائسة لتحالف دول العدوان والاحتلال تكون القراءة والمحصلة النهائية لنتائج معركة الحديدة والساحل الغربي هي الفشل الذريع والانكسار لمخططهم الخبيث في احتلال الحديدة (المدينة والميناء) ليلحقوا بها وكما فعلوا بموانئ عدن والمكلا والريان!! نعم، شعب اليمن الصامد ينتصر والعدوان الخبيث ينكسر".
ورأى كتاب أن السلام "صعب" مع الحوثيين، بينما عبر آخرون عن تفاؤل حول ما تردد عن موافقتهم على طلب المبعوث الأممي.
"السلام صعب"
ويقول نجاح عبد الله سليمان في الحياة اللندنية عن خطة غريفيث: "تكمن المشكلة هنا، في أن السلام صعب على الحوثيين بما أنهم لا يستطيعون البقاء من دون الحرب واختلاق أعداء لتحشيد الناس معهم. هم لا يمتلكون مشاريع بناء، ذلك أن تفكيرهم ينصب دوماً على أن ما حصلوا عليه بالقوة لن يتخلوا عنه إلا بالقوة، وأن السلام لن يكتب لهم أي حياة أو تطور، فمنذ الحروب الأولى كانوا مجرد عصابة، والآن سيطروا على موارد دولة".
ويضيف: "الواقع أن هناك أمرين لا ثالث لهما في اليمن، إما هزيمة الحوثيين، وإما أن يتحول الحوثيون إلى نموذج مقلق وإرهابي، كـ(حزب الله) في لبنان. فهذه الجماعة ما زالت تستمد وجودها من بقاء السلاح وتجنيد مقاتلين، وليس من برنامجها السياسي".
ويذهب مشاري الذايدي في الشرق الأوسط اللندنية إلى التخوف ذاته من الحوثيين، ويقول: "هناك محاولات حوثية حثيثة لاختلاق زوبعة تعيق التقدم الفعال لقوات التحالف والشرعية اليمنية وبقية مقاومي الحوثي، هذه الزوبعة اسمها: الوضع الإنساني ... ويلعب الحوثي على هذا الكارت ويبالغ في الاحتماء بالمدنيين واتخاذهم درعاً، ويقطع المعونات والأغذية عن أهالي الحديدة عمداً للمزيد من تعميق التردي المعيشي. لا عجب، فكل الأمور مباحة عند هذه العصابات الخرافية الكهنوتية".
ويتفق معه محمد المحيمد، الذي يقول في أخبار الخليج البحرينية: "لا نريد أن نكون بعيدين عما يحدث من تطورات هناك، في الوقت الذي تتحرك فيه قوى الشر الداعمة للإرهاب وتمويله، من أجل عرقلة تقدم قوات التحالف العربي والجيش اليمني، تحت حجة الهدنة والإغاثة والإنسانية، لأن قوات التحالف العربي تضع الاعتبارات الإنسانية قبل أي عمل تقوم به، ولكنها حجة الداعم للإرهاب الذي يريد أن يستمر الوضع المأساوي لليمن واليمنيين، ففي كل مرة يتحقق التقدم والنصر، يخرج لنا المبعوث الأممي والبيانات المغلوطة لدعم الجماعات الحوثية الإيرانية الإرهابية".