يجمع كثيرون في أميركا والعالم، على افتقار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب للخبرة، على المستويين العسكري والدبلوماسي، ويجزمون باختلافه عن بقية سابقيه من الرؤساء، لا سيما أنه غير معتاد حجم المسؤوليات الهائل من النوع الذي يلقيه المكتب البيضاوي على كاهل من يشغلونه.
ويرجح الواقع إقدام ترامب على تصرفات خاطئة متسرعة وكارثية، جراء الضغوط الشديدة، والشعور بالغضب من اتهامه بالارتباك، وإصراره على عدم الظهور بموقف الضعيف.
وتحيط أجواء من الشك المطبق، ناجمة عن سذاجة ترامب، وحساسيته البالغة، ونزعته لإظهار القوة حيال عدد من المناطق الساخنة على خارطة العالم، حيث تحركات الرؤساء الأميركيين، تعتبر حاسمة، وفي بعض الأحيان قاتلة. وفي ما يلي، إضاءة على خمس من القضايا البارزة الخطيرة، التي يمكن في أي لحظة، وبشكل غير متوقع، أن تضع حكمة الرئيس الجديد وبرودة أعصابه وحصافته قيد الاختبار الصعب، إبان المئة اليوم الأولى لولايته.
المشهد العراقي السوري
بدايةً من سوريا والعراق، حيث تخاض المعارك على جبهتين أساسيتين، إحداهما في الموصل المحاصرة شرقي العراق، وقد وجه ترامب انتقاداته لسير الحملة التي تضم مبدئياً الجيش العراقي، وغالبيته من الشيعة، والمليشيات الكردية والسنية العربية، مدعومةً بـ 300 من القوات الأميركية الخاصة. إلا أنه لم يقدم أي استراتيجية بديلة.
وينطبق الأمر عينه بمختلف جوانبه على محاولة الاستيلاء على المعقل الأساسي لـ «داعش» في الرقة. ويعتبر ترامب، أن هزيمة الإرهاب تقع على سلم أولوياته، غير أن أحداً، بمن فيهم هو نفسه، ليست لديه أدنى فكرة عما قد يعنيه ذلك بالممارسة.
التقارب مع روسيا
أما في ما يخص العلاقات مع روسيا وأوروبا الشرقية، فقد عزز ترامب التوقعات بإمكانية رأب الصدع مع روسيا، علماً بأن الخطوة لن تكون بغير مقابل، حيث سيطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بتخفيف العقوبات المفروضة على بلاده عقب ضم القرم عام 2014. وهو ما يلقى قبولاً لدى ترامب في صفعة لأوروبا.
وقد يرغب بوتين كذلك في المضي قدماً في طريقه في سوريا، حيث لم يبدِ ترامب أي اعتراض جدي على التحركات الروسية هناك، وبدا راضياً عن إبقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة، أو التعامل معه كحليف ضد «داعش»، وهذا ما أشار إليه الأسد في مقابلة أخيرة.
الموقف من إسرائيل
لقد اتخذ ترامب منذ بداية مشوار الترشح الرئاسي، موقفاً متحمساً داعماً لإسرائيل، وتعهد بأن يكون «الصديق الأقرب» لها، في موقف يشكل محطة تأمل من حيث معناه العملي.
ويذكر أن مستشاري ترامب، قد أبلغوا الإعلام الإسرائيلي، بأنه من ضمن التحركات الأولى لترامب، سيأتي نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، في قرار رفضه الرؤساء الجمهوريون والديمقراطيون على السواء، ويحتل أهميةً كبرى، لما يمثله من موافقة على مزاعم إسرائيل، باعتبار القدس عاصمتها غير القابلة للتجزئة، وضربة قاضية لمطالبة الفلسطينيين بالقدس الشرقية عاصمةً للدولة الفلسطينية المستقلة في المستقبل.
النووي الإيراني الكوري
وعلى الجانب الصيني، فقد تم تفادي المواجهة المباشرة بين واشنطن وبكين، على خلفية مطامع الصين في بحر الصين الجنوبي والشرقي، لإدراك الطرفين، خطورة ما قد يسفر عنها، لكن إذا ارتكب ترامب خطأً ما في هذا الوضع الدقيق، أو تعمّد مساندة الصين، فإن النتائج العرضية الناجمة ستكون كارثية.
وتشكل مسألة الحد من الانتشار النووي، نقطة تجمع بين كل من إيران وكوريا الجنوبية. وأما لناحية، إيران فلطالما انتقد ترامب الاتفاق النووي الموقع معها، وطالب بإلغائه.
وأكد ترامب في السابق، أنه قد يعقد لقاءً مع رئيس كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، في اقتراح هزأت به بيونغيانغ، وفي حين أن اجتماع ترامب وكيم، قد يحقق رقماً قياسياً في استعراض صراع الأنا، فإنه من غير المرجح أن يتوصل لإنجازات بارزة.
البيان الاماراتية