اهتمت صحف عربية بنسختيها الورقية والالكترونية بحلول عيد الفطر المبارك في أغلب الدول العربية. وتحدث بعض المعلقين عن العادات والتقاليد الخاصة بالعيد، فيما دعا آخرون للوحدة ونبذ الخلافات.
ونبدأ من صحيفة الوطن القطرية التي خصصت افتتاحيتها للحديث عن العادات والتقاليد الاجتماعية في العيد، وبخاصة العيدية، وتقول الصحيفة "رغم بساطة فكرة العيدية، إلا أنها تدخل السرور في قلب المعايدين. ففي الأسرة الممتدة تجد الجد والجدّة يعايدون (يقدمون العيدية) لأبنائهم وأحفادهم وذلك من باب بر الأبناء والتدليل والمحبة والخصوصية. كما تجد في الأسرة النووية الأب والأم يعايدون أبناءهم الصغار، وكذلك أطفال الحي (الفريج) والذين يتوافدون على منزلهم من بعد صلاة العيد ويرددون لأهزوجة (عيدكم مبارك يا أهل البيت) في شكلٍ يشبه كثيرا ليلة القرنقعوه الشهيرة في خليجنا العربي".
وتشدد الوطن أن مثل هذه العادات المتوارثة ينبغي "أن تستمر ولا تندثر كغيرها من العادات التي باتت تختفي مظاهرها شيئا فشيئا مع توغل إنسان اليوم في معاصرته ومدنيَّته، فهي من عادة أخلاقية اجتماعية جميلة".
وفي الأهرام المصرية، يقول عبدالرحمن سعد: "يأتي عيد الفطر هذه الأيام بفرصة جديدة للحياة، إذ يتحقق العيد السعيد للمرء بأن يكون له عيد حقيقي مع نفسه، بأن تكون له لحظة اختلاء بها، ووقفة حساب، وتجميل، لها".
ويضيف سعد: "من هنا يجب علينا أن نستقبل عيد الفطر، ونحن نستحضر أن العيد الحقيقي إنما هو عيد "الفكرة الصائبة، والحركة الرشيدة"، بتعبير الرافعي، وبالتالي لا تقف فرحتنا به عند حدوده أو ساعاته، بل تتحول حياتنا كلها إلى عيد، وهو عيد الفرح المتصل، الذي لا ينقطع أبدا."
"أوجاع العيد"
وفي الشرق الأوسط اللندنية، كتب أكرم البني ليحكي عن "أوجاع السوريين في العيد" حيث يقول: "تتكشف في خصوصية العيد الصور الأكثر إيلاماً وغزارة عن شدة ما يكابده السوريون، جراء استمرار حرب دموية طالت وطاولت كل شيء في حيواتهم، مخلفة دماراً وخراباً هائلين، ومئات الآلاف من القتلى والجرحى، ومثلهم من المعتقلين والمفقودين، وملايين النازحين واللاجئين.
ويضيف البني: "ولا نحتاج إلى كثير من التأمل والتفكير كي نقدر المعاناة المضاعفة في يوم العيد للمقهورين والمشردين في شتى بقاع الأرض، ولأولئك الذين يستحضرون، صبيحة العيد، ملامح أحبتهم وأبنائهم من الضحايا أو المفقودين أو من المعتقلين والمغيبين قسرياً، لكن ما يزيد الطين بلة اليوم، تلك التبدلات الحاصلة في المشهد السوري والتي تعمق أوجاع الناس وتوجسهم من تفاقم هذا العذاب والخراب والضياع".
وفي الثورة السورية، تقول لينا كيلاني: "صحيح أن ذكريات حزينة قد تقتحم علينا مشهد الفرحة لتُخفت نبضها.. وتقلل من وهجها.. فتذوب النفس حنيناً لأوقات كانت في حينها سعيدة، آمنة مطمئنة.. قبل أن تأتي غربان شؤم سوداء لتتخطفها، وتلقي بسوادها على بياض نهاراتها".
وتضيف كيلاني: "العيد هو مظهر حضاري. يدعو إلى نبذ الفرقة، والاختلاف، ويدعو للتآلف، والتراحم، والعودة للقيم النبيلة، وإذابة كل بغضاء ليصبح الفرح بحد ذاته غاية نسعى إليها حتى ندركها، وتكون بداية حياة جديد بلا أحزان، وبلا ما يؤلم من الذكرى. "
"الفرحة فرحتين"
وعن الاحتجاجات التي شهدتها بعض المدن الأردنية في رمضان والتي ادت الى تعين حكومة جديدة ، تقول الرأي في افتتاحيتها: "في عيد الفطر السعيد يجدر بالأردنيين التوقف طويلا عند الاحداث التي واجهها بلدنا قبل اسبوعين واستخلاص الدروس والعِبر مما استطاع الأردنيون إنجازه خلال تلك الاحداث وما تلاها والتي برهنت اننا شعب قادر على تحويل التحديات الى فرص واننا بوعينا وحكمة قيادتنا ومتانة نسيجنا الوطني قد قدمنا درساً للعالم أجمع بكيفية الجمع بين المطالب الشعبية العادلة وبين الحفاظ على مصالحنا الوطنية العليا وعدم السماح لاحد باستغلال الغضب الشعبي على قرارات حكومية غير شعبية وغير مدروسة والذهاب بعيداً في الانزلاق الى نهج الفوضى والتخريب وتعريض الامن والاستقرار الوطنيين الى الخطر".
أما عصام سالم في الاتحاد الإماراتية فيتحدث عن تزامن العيد هذا العام مع فعاليات كأس العالم لكرة القدم في روسيا، حيث يقول: "لعلها من المرات النادرة التي يتزامن فيها عيد الفطر مع المونديال، لتكون الفرحة فرحتين، فرحة العيد، أعاده الله على الجميع باليمن والبركات، وفرحة المونديال الذي يأتينا بكل ألوان الإثارة والتشويق والمتعة الكروية".