لم تعد بطولة كأس العالم لكرة القدم مجرد منافسة كروية بين أبرز النجوم وأقوى المنتخبات في العالم، لكنها أصبحت مناسبة لظهور نجوم من نوع آخر، وهي الحيوانات التي تتنبأ بنتائج المباريات.
وأصبح لكل بطولة من بطولات كأس العالم حيوان معين تتجه نحوه أنظار عشاق الساحرة المستديرة في جميع أنحاء العالم وتنتظر تنبؤاته قبل المباريات.
وقد اختارت اللجنة المنظمة لنهائيات كأس العالم 2018 بروسيا القط الأصم "أخيل" لتوقع نتائج المباريات.
ووفقا لطبيبته، آنا كوندراتييفا، فإن صمم أخيل يجعله أفضل من باقي القطط في التنبؤ بنتائج المباريات نظرا لأنه "غير متحيز تمامًا، فهو يصم أذنيه عن أية تعليقات من المشجعين، لذا فإنه ربما يشعر بقلبه وحاسة القط التي لديه".
وأشارت كوندراتييفا إلى أن القط أخيل سوف يتنبأ بنتيجة المباراة في الصباح عندما تقدم له وجبة الإفطار في طبقين متماثلين على كل منهما علم صغير يمثل أحد المنتخبين، ليتوقع القط الفريق الفائز بالمباراة عندما يتجه نحو طبق بعينه.
وقضى القط أخيل الأيام الماضية في دراسة الفرق المشاركة في كأس العالم خلال الشهر الجاري، وخضع للتدريب من خلال النظر إلى رسم بياني للفرق المشاركة وجداول المباريات.
ولم يتم اختيار القط بشكل عشوائي، فقد سبق له التنبؤ بنتائج مباريات كأس العالم للقارات التي أقيمت في روسيا العام الماضي، وكانت توقعاته صحيحة في الكثير من المباريات، بما في ذلك إحدى المباريات التي انتهت بالتعادل، عندما تناول الطعام من كلا الطبقين.
الأخطبوط بول
يعد الأخطبوط بول هو أشهر حيوان تنبأ بنتائج المباريات، فقد أذهل جمهور كرة القدم بتنبؤاته الصحيحة في 11 مباراة من أصل 13 مباراة في كأس الأمم الأوروبية عام 2008 وكأس العالم 2010.
وتوقع الأخطبوط بول، الذي ولد عام 2008 في بريطانيا قبل أن ينتقل إلى ألمانيا، جميع نتائج مباريات المنتخب الألماني في كأس العالم 2010 بدون أي خطأ، بما في ذلك خسارة المنتخب الألماني غير المتوقعة أمام صربيا، كما تنبأ بفوز إسبانيا بلقب البطولة التي أقيمت في جنوب أفريقيا.
وكان بول يتوقع نتائج المباريات عن طريق اختيار واحدة من قطعتين من بلح البحر -وهو نوع من الرخويات- موضوعتين داخل صندوقين يحمل كل منهما علم إحدى الدولتين المتنافستين.
وعقب خسارة ألمانيا أمام إسبانيا كما توقع الأخطبوط بول، طالب بعض المشجعين الألمان المتعصبين بأن يشوى بول مع عصير الليمون وزيت الزيتون ليتحول إلى طبق شهي.
وعقب انتهاء بطولة كأس العالم 2010، أعلن مالكو الأخطبوط بول أنه سيعود إلى عمله السابق وهو "إضحاك الأطفال" حسب ناطقة باسم مجموعة حفظ الكائنات المائية الألمانية.
وقدم موظفو المجموعة جائزة للأخطبوط وهي عبارة عن نسخة مقلدة من ميدالية كأس العالم مزينة بأكلته المفضلة، بلح البحر.
مات الاخطبوط بعد أن حظى بشعبية كبيرة في جميع أنحاء العالم، وخاصة بين الجمهور الإسباني بسبب تنبؤه بفوز إسبانيا بكأس العالم للمرة الأولى في تاريخها.
ومن النادر أن يعيش الاخطبوط أكثر من عامين، لذلك فإن موت بول لم يكن مفاجئا.
وفي كأس العالم 2014، وقع اختيار البرازيليين على سلحفاة مائية اسمها "بيغ هيد" للتنبؤ بمباريات كأس العالم.
وتوقعت السلحفاة فوز البرازيل في المباراة الافتتاحية أمام كرواتيا، وهو ما تحقق بالفعل. وفي مباراة البرازيل أمام المكسيك، توجهت السلحفاة نحو علم البلدين في إشارة إلى انتهاء المباراة بالتعادل، وهو ما تحقق أيضا.
لكن توقعات السلحفاة بعد ذلك لم تكن بنفس النجاح الذي حققه الأخطبوط بول في كأس العالم 2010.