لا تزال صحف عربية تناقش القمة التاريخية التي جرت قبل قليل بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون في سنغافورة.
ويعبر الكثير من المعلقين والصحف عن آمالهم في أن تنتصر القمة للسلام في العالم، فيما يشكك آخرون في إمكانية حدوث أي انفراجة قريبة إذ أن الزعيمين "يصعب التنبؤ بأفعالهما".
"لقاء غير اعتيادي وغير مسبوق"
وتقول الوطن العمانية في افتتاحية عنونتها "هل تنتصر قمة ترامب-كيم للسلام"، إن "نجاح القمة من عدمه يتوقف بالدرجة الأولى على التعهدات والالتزامات الأمريكية ومدى مصداقيتها، مع اليقين بأن الهواجس حاضرة لدى بيونغيانغ من أن يكون ما يتم التوصل إليه من اتفاق مع واشنطن مصيره مثل مصير الاتفاق النووي مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لذا ستكون جولات المفاوضات شاقة وطويلة جدًّا بين الجانبين الأمريكي والكوري الشمالي".
كما يبدي إميل أمين في الشرق الأوسط اللندنية تفاؤلاً كبيراً بنتائج القمة، إذ يقول: "قطعاً سيكون لقاء دونالد ترامب مع كيم جونغ أون لقاء غير اعتيادي وغير مسبوق، ونتائجه يمكنها أن تغير مسار العلاقات الأمريكية - الآسيوية في العقود القادمة، حال التوصل إلى صيغة سلمية مرضية للطرفين".
ويضيف أمين: "قمة مثيرة، وتبعاتها واستحقاقاتها سوف تتجاوز واشنطن وبيونغيانغ، إلى عدد من الدول التي ارتبطت ببرامج عسكرية ونووية مع كوريا الشمالية، وفي مقدمها إيران، وغني عن القول أن نجاح قمة سنغافورة يعني تضييق نافذة الرحمة تجاه إيران، وأن إخفاقها يعني دفقات من الدماء المتجددة وإحياء الآمال الإيرانية في برنامج نووي. الخلاصة، الليالي حبلى بالمفاجآت يلدن كل عجيب".
"صَّفقة شِبه مُستحيلة"
وحول امكانية التوصل إلى اتفاق سلام عقب مباحثات اليوم، تؤكد رأي اليوم اللندنية أن "هذهِ الصَّفقة شِبه مُستحيلة، ومن الصَّعب تَحقيقها في اجتماعٍ مُغلَقٍ واحِد بين الزَّعيمين".
وتختتم الجريدة بالقول: "من نَسَفَ لِقاء قِمّة الدُّوَل الصِّناعيّة السَّبع مع الحُلفاء، أي ترامب، لن يَتردَّد في نَسفِ قِمّة سنغافورة لأيِّ سَببٍ كان، فهذا تاجِرٌ مُتعَجْرفٌ مَغرورٌ ومُتطَرِّف في عُنصريّته، وما عَلينا إلا الانتظار".
وفي الأهرام المصرية، ينتقد أحمد عبدالتواب سياسات الرئيس الأمريكي، ويقول: "يدفع ترامب الأمور في العلاقات الدولية إلى منعطف غير مسبوق، ولم يعد يُجدِى التعامل بالقواعد التي كان معمولاً بها حتى وقت قريب، خاصة بعد أن تعقَّدت الخيوط، وباتت سياسته تجافي حلفاء أمريكا التقليديين الأقربين".
ويضيف "وأما ما يبدو أنه نُذُر أمل في لقاء قريب مع كوريا الشمالية، فهي لم تكن مبادرة منه، ولم يكن أمامه إلا أن يُبدِى استجابة، وسوف تكشف الأيام المقبلة عن موقفه الحقيقي".
وعن المتوقع من القمة التاريخية، يؤكد رفيق خوري في الأنوار اللبنانية أن اللقاء يجري "بين زعيمين يصعب التنبؤ بما يقوله ويفعله أي منهما"، مشدداً أن ترامب "ينتقل اليوم من قمة اشتباك مع الحلفاء الى قمة فك اشتباك مع العدو الذي تبادل وإياه التهديد بالزر النووي قبل أسابيع".
وفي افتتاحية عنونتها "قمة ترامب ـ كيم: توقع غير المتوقع"، تشكك الأخبار اللبنانية في امكانية التوصل لاتفاق حيث تؤكد أن ترامب "بات مشهوراً بالانسحاب من الاتفاقات الدولية، ومقتنع تماماً بأن حدسه في فن الصفقة هو دائماً أفضل دليل للعمل."
ويقول أسعد حيدر في المستقبل اللبنانية على النسق نفسه: "يعتقد الرئيس دونالد ترامب أنه مفاوض استثنائي وغير مسبوق، لذلك تصعب قراءة قراراته. ألم يلغِ قمته مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، وبعد أقل من عشرة أيام عاد عن قراره، وها هو اليوم يجلس وجهاً لوجه في سنغافورة مع الزعيم الذي لم يجرؤ رئيس أمريكي على عقد قمة مع جدِّه ووالده طوال سبعة عقود. سياسة الرئيس دونالد ترامب تقوم على تنفيذ الضد وضدّه، وكأنه يستعد لصياغة نظام عالمي جديد يقوم على أطلال انتهاء النظام الاقتصادي المتعدد الأطراف".
ويضيف حيدر: "انتهاء قمة سنغافورة حول تفاهمات معيّنة لا يعني تنفيذ بنودها بين ليلةٍ وضحاها. سيأخذ مسار التنفيذ فترة زمنية لا تقلّ عن 24 شهراً حسب تقدير الخبراء. خلال هذه الفترة قد تتبلور اتفاقات إضافية لم تظهر علناً في البداية. السؤال الواقعي ماذا عن علاقات كوريا الشمالية التي قامت على التعاون النووي والعسكري خصوصاً الصاروخي منه".