شكل إحتضان موريتانيا للقمة العربية منذ أشهر فرصة للعديد من الصحفيين العرب لزيارتها ، وهي التي وصف يوما أحد النقاد العرب شعرها بالحلقة المفقودة من تاريخ الشعر العربي الحديث ، ليتبين لاحقا أنه ليس شعرها فحسب .
كل ماهو متعلق بموريتانيا ظل مجهولا ومنسيا بالنسبة لمعظم أشقائها العرب ، ولاداعي هنا لإجترار الوقائع كشاهد على ما تقدم ذكره ، فكل موريتاني حملته قدماه إلى بلد عربي بوسعه الإدلاء بشهادته في هذا الصدد .
من بين الذين توافدوا على موريتانيا أيام القمة برز إسم محمد العرب، الإعلامي البحريني الذي ابتعثته مؤسسته لتغطية الحدث .
انبهر الرجل بموريتانيا، التي يزورها لأول مرة ،لم يتمالك نفسه واغرورقت عيناه تأثرا وهو يستمع إلى شعر أحد أبنائها ، بدا غارقا فعلا في حبها وتقدير أهلها .
حين أعاد ترتيب حقائبه مغادرا كغيره من الصحفيين بعد إنتهاء أعمال القمة لم ينس موريتانيا ، حملها بين أضلاعه ، وتبين أنه على عكس زملائه لم يرد لعلاقته بها أن تكون مجرد علاقة عابرة، تتوقف عند مهمة صحفية بل سعى لأبعد من ذلك .
لم يدخر جهدا في تقوية وبسط الجسور بينه وبين أحبته في موريتانيا ، التي غادرها و في نفسه حنين دائم لأحاديث أهلها و "تدويخة " لاحدود لها لشايهم ...
لمسوا حرصه على البحث عنهم ، واللقاء بهم في مختلف البلدان التي ينزل بها ، تسمى بعاشق موريتانيا، أسس صفحة بنفس الإسم على الفيس بوك ، بات له عليها أصدقاء ومتابعين كثر كما ساهم ايضا في تأسيس رابطة أدبية موريتانية خليجية .
ألا يستحق رجلا لم يصدر منه غير ما يعكس عمق المحبة والإحترام عرفانا بالجميل ؟
ألا يستحق تكريما على حبه وتقديره و كل مجهوداته لأجل التعريف بثقافة وأدب بلدنا ؟
جاء تكريمه من قبل إتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين بادرة طيبة تستحق الشكر والإشادة
كما أن اللقاء الذي خصه به رئيس الجمهورية كان بمثابة تكريم يليق به وتثمين لمجهوداته .
شكرا محمد العرب ، لك محبة ومكانة في قلب كل موريتاني يقدر عشقك لهذه البلاد وأهلها ، ويثمن الأدوار الكبيرة التي تقوم بها لترجمة كل هذا العشق .
دمت شاعرا جميلا وعاشقا وفيا وإنسانا نبيلا
بقلم محمد محمود الصيام