لا أحد يجادل في أن المستعمر عندما غادر موريتانيا ترك عاصمة من الخيام وقصرا للرئاسة لا أملك العبارات لوصفه حيث خلا من كل شي ء إلا إرادة البناء.
من بعد اجتهد القائمون علي الشأن العام في رعاية البذرة وعمل الممكن لقيام نواة للدولة علي كافة القطاعات.
ومن دون الدخول في تفاصيل الوضعية العامة للعاصمة وكيف تم انجاز الحاصل نحمد الله علي أننا اليوم ننعم بعاصمة فتية ممتدة علي جغرافيا واسعة وعلي ضفاف المحيط الأطلسي وهي اليوم قبلة كافة القوميات وتقام فيها المؤتمرات من كل صنف .
وقد تفطن الرئيس إلي أهمية تشجير المدينة فأمر بالشروع بإقامة مساحات خضراء وسط العاصمة ,إن من شأن ذلك أن يعمل علي زينة المدينة ومواكبة التطور الحاصل في ميدان الطرق والعمران .
ما الذي تحتاجه نواكشوط اليوم ؟
إن العاصمة اليوم وقد امتدت علي مساحات كبيرة وبها الكثير من الطرق المعبدة والمستشفيات والمدارس إلي غير ذلك من البني التحتية والمشاريع المنفذة والتي في طور التنفيذ يحسن بل لا بد أن يشرع في جعلها عاصمة جميلة علي غرار مثيلاتها في شبه المنطقة وفي العالم .
ماذا لأجل نواكشوط جميلة ؟
إن ملاحظة انعدام الساحات الخضراء في العاصمة تفرض البدء في تصور شامل لمعالجة هذه الظاهرة وإقامة مؤسسة عمومية يعهد إليها بتجميل العاصمة .
وكذالك فان وجود الطرق المعبدة المخططة جيدا هو الآخر علي أهميته يصطدم بانعدام التهيئة اللازمة واللائقة لمظاهر مدينة فتية حيث لا وجود للتشجير في ملتقيات الطرق وما هو موجود دون المستوي.
الملوحة تعيق ساحاتنا العمومية وتشجير الطرق : قول مردود.
ومن دون عناء يلاحظ المرء أن شوارعنا جرداء في تناقض واضح مع الدور السكنية التي نجتهد في عينات الزهور والأشجار داخلها .
والسؤال الواجب طرحه هو :إلي متي تستمر هذه الوضعية ؟
أعتقد أنه آن الأوان إن لم يكن زاد لنقيم أياما تشاورية حول واقع ملتقيات طرقنا وساحاتنا ومداخل المدينة فذلك لا يقل أهمية عن ما نفعل في ميدان التهذيب والحوارات وغيرها .
من أجل مداخل مدينة مضيئة وخضراء :
انه من اللازم علينا بعد أن ننشئ قطاعا مكلفا بجمال وتهيئة العاصمة أن نعمل علي العناية بمدخل المدينة من الشمال ومن الجنوب ومن الشرق وذلك عبر مد المساحات الخضراء ذات الظلال الوافرة لإعطاء منظر يليق بالجمهورية.
وكذلك علينا البدء بغرس الأشجار علي جنبات الطرق من خلال مشروع عملاق يعمل أولا علي تشجير كلمترات محددة و كذلك من خلال الإكثار من الأغطية النباتيّة الخضراء التي تقف في وجه مثل هذه الظواهر وتطوير سلالات جديدة من المحاصيل التي تناسب المناطق شبه القاحلة.
نحن بحاجة كذلك إلي إنشاء مراكز للمدينة ومساحات خضراء وحدائق مع تنظيم شوارعها .
إن هذا هين جدا فالأشجار المعروفة عندنا (بنيفاكين ) تصلح لبيئة العاصمة بل وملائمة جدا مع أن مقولة :-ملوحة الأرض - في نواكشوط التي يتعلل بها المسؤولون مردودة –ألم تزر دورهم التي يسكنون ؟ثم ما الفرق بينها وباقي أرض الله ؟
الفرق أن تلك يعتني بها أهلها وتلك لا تجد من يوليها اهتماما.
لقد تعودنا السفر خارج البلاد للقطع مع البادية فإذا اعتنينا بمدننا وجعلنا فيها المتوفر في نظيراتها وفرنا مالا كثيرا يصرف في مسائل أخري أو يدخر .
ألا تحبون عاصمة جميلة؟
لئن لم يكن لهذا المكتوب من الفضل إلا التنبيه علي الحاجة إلي العناية بالعاصمة فذلك يكفيه .
أدام الله عافيته علي الجميع ...
محمد يحيي ولد العبقري