نالت الأزمة الخليجية اهتماماً لافتاً من تغطية الصحف العربية بمناسبة مرور عام على قطع السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها الدبلوماسية مع قطر.
ففي قطر، سادت الصحفَ نبرةُ تحدٍ وإشادة بالإنجازات التي تحققت في البلاد في عام من الحصار، أدى إلى زيادة الإنتاج المحلي في المجالات كافة وزيادة معدل الاكتفاء الذاتي.
أما صحف دول المقاطعة، فقد اهتمت بسرد الخسائر التي تكبدتها قطر نتيجة الحصار، مع التأكيد على أن الحصار لم يأت من فراغ، بل نتيجة سياسات الدوحة في المنطقة.
"حصار طائش"
وتقول صحيفة الراية القطرية في افتتاحيتها تحت عنوان "قطر أقوى وأكثر منعة"، إنه خلال العام الماضي "تعرضت قطر لحصار طائش وغير مدروس من دول الجوار كان دافعه أن هذه الدول شعرت بأنها مهددة من قبل سياسة قطر الخارجية المستقلة، وردًا على ذلك، فقد أغلقوا الحدود ومنعوا الرحلات إلى قطر من أجل تركيعها إلا أن هذه المخططات كانت لها نتائج عكسية".
وتضيف الصحيفة أن قطر اليوم "أقوى مما كانت عليه قبل عام، ففي غضون 24 ساعة من فرض الحصار، قامت قطر باعتماد مصادر جديدة وطرق توريد بديلة وأكثر استدامة للسلع الأساسية مثل الغذاء والدواء، كما تم التوقيع على عقود طويلة الأجل للتعاون الاقتصادي في الأسابيع والأشهر التالية، كما أنه تم تسريع الخطط لتنويع الاقتصاد من خلال تقليل الاعتماد على الموارد الهيدروكربونية".
وفي صحيفة الشرق القطرية، كتب ربيعة بن صباح الكواري تحت عنوان "قطر التي لن تغيب عنها الشمس" سارداً المكاسب الاقتصادية التي حققتها قطر.
ويقول الكاتب: "للتاريخ نقول إن الحصار كان محفزاً لنا بشكل كبير للتلاقي في محور واحد وهدف لا نحيد عنه من خلال سير الخطة الوطنية في هذا الحصار".
ويضيف: "أثبت هذا الحصار بأن دول الرباعي كانت خلال هذه الازمة المفتعلة أكثر إساءة لقطر وشعبها بكافة الوسائل ... من حيث تشويه سمعتهم ومنعهم من التواصل مع أهلهم في دول الحصار دون ذكر الأسباب المقنعة وهي عوامل لا تتمتع بالإنسانية ولا بالمبادئ التي تتمتع بها بقية دول وشعوب العالم التي تنشد الحب والسلام للجميع".
وفي صحيفة العرب القطرية، قالت مريم ياسين الحمادي: "يعتبر 5 يونيو [حزيران] في دولة قطر يوم التغير للأفضل، وبالعودة إلى 5 يونيو 2017، عاشت دولة قطر أياماً مختلفة، بدأت غريبة في البداية ومفاجئة، ولكن! في الليلة ذاتها، امتصت الدولة الصدمة، وقامت الحكومة بعمليات إبداعية، لضمان عدم تأثر الحياة اليومية بنتائج الحصار الجائر".
وفي صحيفة القدس العربي اللندنية، قال رائد صالحة إن "التقييمات الأمريكية للحصار الذى قادته السعودية ضد قطر منذ سنة كانت واضحة تماما، وهي تتلخص ليس في الاستنتاج بفشل الحصار فقط وانما بنتائجه العكسية وخروج قطر على قدم أقوى من ذي قبل في حين تشير تقارير المنظمات الدولية أن البلاد اتجهت إلى افاق جديدة وحسمت بطريقة تثير الإعجاب سجلها في حقوق الإنسان ومكانتها الجيوسياسية".
"أزمة لم تأت من فراغ"
أما صحف الدول المقاطِعة لقطر فقد اهتمت بسرد الخسائر الاقتصادية التي تكبدتها الدوحة نتيجة الحصار.
فقالت اليوم السابع المصرية إنه بعد مرور عام على المقاطعة "الدوحة تبيع أصولها بالخارج لتغطية تخارج الأجانب"، مضيفة أن أداء البورصة القطرية كان "الأسوأ عالميا .. وخسائر بالجملة في السياحة والطيران".
وأبرزت الصحف السعودية تصريحات لمسؤولين سعوديين تقول إن المملكة ترحب بالقطريين لأداء مناسك العمرة بعد استكمال الإجراءات النظامية.
وكتب خالد السليمان في عكاظ السعودية يقول "لم تمنع السعودية المعتمرين الإيرانيين حتى تمنع المعتمرين القطريين، وحتى عندما أغلقت حكومة بلادهم أبواب الحج في وجوههم فتحتها السعودية لهم ضيوفا كراماً على نفقتها".
وفي صحيفة الحياة اللندنية، كتب وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش يقول: "تمر الذكرى الأولى لما تعارف العالم على تسميته 'أزمة قطر' ولا يبدو أنها مرشّحة للانفراج، بل لعلها تبدو كمكوّن علينا أن نعايشه ونعتاد عليه في المشهد الخليجي، وسط الضجيج الإعلامي الصاخب بين قطر والدول الأربع التي عبّرت بوضوح عن هواجسها من السياسات القطرية التي أربكت الملفات الخليجية والإقليمية، فيما تشعر قطر بعزلتها في محيطها وبتناقص دورها وتقويض أحلامها".
ويضيف قرقاش: "لا بد لنا من التذكير بأن هذه الأزمة لم تأت من فراغ ولم تصدمنا من حيث لا نعلم، بل كانت نتيجة طبيعية للسياسات القطرية التي ضخّمت من حجمها ودورها في المنطقة، وبيّنت توجهاً انتهازياً لا يميزه الوفاء أو حتى مفهوم المصلحة القطرية والخليجية".