اهتمت صحف عربية بالأزمة السياسية الحالية في تونس وعدم توافق الأحزاب السياسية الرئيسية حول مصير حكومة رئيس الوزراء يوسف الشاهد.
وكان الشاهد قد اتهم حافظ قائد السيبسي، نجل رئيس البلاد،بتمير حزب نداء تونس والتسبب في خسارة ثلث أعضاء الحزب في الانتخابات البرلمانية الأخيرة.
ويقول وسام حمدي في العرب اللندنية: "لا يدل توجّه تونس إلى شبح المجهول عبر أزمة سياسية خانقة تلوح في الأفق، إلا على عجز الطبقة السياسية برمّتها بما في ذلك المعارضة على طرح نفسها كخيار حقيقي قد يثق فيه الشعب ويمنحه صكا على بياض لإدارة البلاد".
وفي الجريدة ذاتها، يقول أمين بن مسعود: "الأزمة السياسية الحالية يبدو أنّها تتجه نحو المزيد من الاستعصاء الهيكلي، والوضع الاجتماعي يمر بأصعب مراحله على مدى عقود ابتداء من نسب البطالة والجريمة وليس انتهاء بمعدلات الانتحار والهجرة غير الشرعية".
ويتساءل بن مسعود "هل سينجح الشاهد في مسعاه السياسي هذا، خاصة منه ذلك المتعلق بتحييد الأب عن الابن، وبتثوير الحزب عن الابن، هل ستضعه هذه الخطوة على مقربة من الأحزاب المنشقة عن النداء؟"
كما يقول عبدالجليل المسعودي في الشروق التونسية: "المشهد السياسي الوطني اليوم أشبه ما يكون بأرض مكتسحة. لا شيء ثابت فيها ولا شيء واضح".
ويؤكد سفيان رجب في الصباح التونسية أن "ما يجري اليوم في كواليس السياسة، ليست الغاية منه الغيرة على مصلحة البلاد والعمل على إصلاح ما فسد وإنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد تدهور كل القطاعات واشتعال كل الأضواء الحمراء وانحدار جميع المؤشرات... بل الغاية هي كرسي قرطاج وكراسي البرلمان ومناصب مؤسسات الدولة وهياكلها وبالتالي الغاية هي السيطرة على دواليب الدولة."
الحرب في اليمن
وتناولت بعض الصحف مستجدات الوضع في اليمن عقب إعلان التحالف العسكري الداعم للرئيس عبد ربه منصور هادي اقتراب قواته من السيطرة على مدينة الحديدة التي يوجد فيها أهم الموانئ اليمنية والتي يسيطر عليها الحوثيون.
وكان متحدث باسم التحالف العقيد تركي المالكي قد أكد أن "الحديدة تبعد حوالي 20 كيلو مترا عن العمليات العسكرية الجارية في المنطقة".
وفي الشرق الأوسط اللندنية، يؤكد سلمان الدوسري أن "مرحلة الحسم لتحرير الحديدة من يد المتمردين قد اقتربت... فمع تحرير محافظة الحديدة ومينائها الاستراتيجي سيتمكن التحالف العربي وقوات الشرعية من إحكام الحصار على الانقلابيين وإغلاق آخر المنافذ المهمة التي يتحكمون بها."
ويشدد الدوسري أن "قوات الشرعية اليمنية بمساندة من التحالف العربي مقبلة على أيام مصيرية، في ظل انتصارات عسكرية متتالية وبشكل سريع في جبهات القتال على الساحل الغربي، وهو ما يضغط أكثر على الحوثيين الذين في النهاية لن يجدوا غير الرضوخ لكل شروط وقرارات المجتمع الدولي بتسليم السلاح والانسحاب من صنعاء، ثم الدخول في تفاوض سياسي مرغمين عليه وليس برغبتهم."
وفي مقال له بعنوان: "يمن.. ما بعد الحديدة"، يصف خيرالله خيرالله في المستقبل اللبنانية اقتراب قوات التحالف من المدينة بـ "خطوة مهمة على طريق التفكير في ما بعد الحديدة تمهيدا للقضاء نهائياً على المشروع الإيراني في اليمن".
ويضيف خيرالله: " ليست خطوة محاصرة الحديدة تمهيداً لاستعادتها من الحوثيين مجرد خطوة على الطريق لاستعادة اليمن كله. إنّها مناسبة لطرح تساؤلات في شأن الأسباب التي تحول دون القيام بجهد جدّي في مناطق أخرى من اليمن. فقد كانت الطريق إلى صنعاء مفتوحة على جبهة نهم عندما استنفر الحوثيون قواتهم لمواجهة علي عبدالله صالح ومحاصرته تمهيداً لاغتياله. كان ذلك قبل ستة أشهر. لماذا لم يحصل وقتذاك أي تحرّك من أيّ نوع؟"