تطالعنا المواقع من حين لآخر بالعنوان:موريتانيا إلي أين ؟
هذا السؤال الذي يخبئ القلق والتخويف من المستقبل لم يجد بعد من يجيبه إذ هو في الحقيقة أقرب إلي الإقرار بأن البلد في خطر منه إلي سؤال عادي يبحث عن إجابة .
وقد اخترت هذا العنوان : موريتانيا:إلي استقرار وازدهار - كجواب للسؤال المستعصي من جهة ولأخالف المذاهب المعهودة في الكتابة والتي اعتاد أصحابها صناعة الخوف من القادم من جهة أخري.
سيطر عليهم الحيرة كأنهم يخشون علي الوطن رحل البعض الي مكان مجهول ي وهي اليوم محض الخراب والدمار لا يرتجي لها أي انبعاث بعدما أصأقدم هنا رؤية واثقة من المستقبل وغير اعتباطية بل مبنية علي الواقع ومنطلقة منه حيث علمتنا الحياة أن الواقع هو الحقيقة وأنهن جهة ـخري من القادم .لي سؤال عادي بغرض البحث عن اجابة قرب صعدة . لا بد من التعامل معه وأن البناء خارجه محض أماني .
ومع أن الصيغة تلك تدل علي الاستفهام فالمقصود عندهم :أننا نسير في اتجاهات مظلمة قريبة من جر البلاد إلي الفوضأ أو ما يشبهها .
وان أردت أن تقف جيداعلي ما يدور في أذهانهم فهو أننا في مفترق طرق وأن لا سبيل إلي تخطي الضيقة إلا بالمعجزات ,ذلكم هو معني ومدلول العنوان البارز الذي يظهر بالدوام علي المواقع : موريتانيا إلي أين ؟
أما المرتكزات التي أبني عليها هذا التفاؤل فهي:
-مباركة الجميع للأمن السائد في القطر فلم ألاقي من يقول بعكسه .
-اكتشافات مهمة للغاز وغيره من المواد الاستخراجية التي توحي وتبشر وتستشرف بمستقبل واعد .
-تسجيل نمو معقول ومتابعة تحقيق التوازنات الكبري مع الحد من التضخم –هذا بحسب الجهات المتخصصة
-وعلي المستوي السياسي نلاحظ استعداد جميع الفرقاء لخوض الاستحقاقات المقبلة مع بعض الملاحظات والتحفظات الطبيعة مع مشهد كهذا .
وعلي المستوي الدولي علاقاتنا طبيعية في محيطنا و خارجه مع أن العلاقات الثنائية للدول ينتابها بشكل عادي بعض الفتور الذي يتم عادة التغلب عليه .
إن هذا لا يعني أن كل شي ء علي ما يرام بل لا نزال رغم ما تحقق نسجل النقص علي مستوي العديد من الأصعدة :البني التحتية التعليم ,الصحة ...
ففي مجال الترقيات ودونما مساس بأية مصالح واعتبارا لكون رئيس الجمهورية أبا للجميع فنحن بحاجة إلي وضع آلية تجعل الترقية تخضع للجدارة والتجربة وتراعي تقاعد الموظف ما يسمح بتوزيع منصف للامتيازات المترتبة علي التعيين بين موظفي الدولة.
وفي مجال العمران نود احترام المخططات الرئيسية للعاصمة لا أن نعدّلها كل فترة وكذلك نحن بحاجة إلي خلق ساحات خضراء كما في البلدان المجاورة تكون محل استجمام للمواطن وزينة للمدينة إذ لا يعقل أن نقيم حدائق في المنازل ونعجز عن إقامتها في الساحات العمومية التي بالمناسبة تم العبث بها.
وفي نفس المجال يجدر أن نعمل علي تزيين ملتقيات الطرق واحترام نظم السير مع الابتعاد عن الممارسات البدائية كقضاء الحاجة في الطرقات والتوقف في وسط الطريق والمسألة عليها.
وفي المجال التربوي نحتاج توعية المجتمع علي أهمية العلم ودوره في تقدم الدول وازدهارها وأن نبين أن الولاء يكون من بعد الله للوطن لا الجهة والفئة و القبيلة.
وبالرجوع إلي الموضوع أنبه إلي أن مستقبل موريتانيا هو بأيدينا جميعا وعلينا أن نختار أنجعله واعدا أم عسيرا؟
إن تمتع موريتانيا بالاستقرار الداخلي يمنحها عديد الفرص الإستراتيجية ويقوي علاقاتها الخارجية ويمنحها ثقلا أكبر ضمن الحسابات الإقليمية .
أعتقد أن علينا جميعا العمل من أجل هذا الهدف خدمة للصالح العام ولنقطع الطريق أمام الأعداء المتربصين.
إن مسؤولية بناء الدولة مسؤولية عامة لا تخص الرئيس والحكومة والحزب الحاكم بل هي فرض عين علي الجميع .
إنني واثق من أن الرئيس يطمح إلي بناء بلد مستقر ومزدهر–وهذا هو الطبيعي –لكنه في ذلك بحاجة إلي مساعدتنا , كل من موقعه .
وإذا كان الحمل الأكبر من ذلك علي المقربين من صنع القرار ومن يتولون تسيير قطاعات الدولة فالذي علينا نحن معشر المواطنين هو أن نكون مستعدين للمشاركة في عملية البناء الوطني مهما كانت الظروف .
والذي أختم به هو الحث علي عمل المستطاع لدوام الاستقرار في موريتانيا وتجنيبها مصير أمم نعلمها جميعا ,أمم كانت أمس قدوة في الرقي وهي اليوم محض الخراب والدمار ,لا يرتجي لها أي انبعاث بعدما أصبح أهلها يتخذون من ملتقي الطرقات في الدول الأجنبية سكنا تلاحقهم فيه كل حين أجهزة الأمن فتسجن البعض وترحل البعض الآخر إلي المجهول هذا إذا سلم الله من أمواج المحيطات وبائعي البشر .
أدام الله عافيته علي الجميع ...