ناقشت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية الإصابة التي تعرض لها نجم فريق ليفربول، المصري محمد صلاح في نهائي دوري أبطال أوروبا يوم السبت الماضي.
وصف بعض الكتاب إصابة صلاح بأنها "كابوس" عانى منه ليس فقط فريق ليفربول، بل العالم أجمع.
وألقى كتاب اللوم على كابتن فريق ريال مدريد، سيرخيو راموس، ووصفوا الإصابة بأنها ليست مرتبطة باحتكاك بل "بالحقد".
ورأى آخرون أن محمد صلاح "نموذج للقوة الناعمة".
"تحول حلم إلى كابوس"
يصف عصام سالم في الاتحاد الإماراتية إصابة صلاح بأنها "كابوس الريدز".
ويقول: "ما بين شهد الريال ودموع ليفربول عاش العالم ليلة دراماتيكية، وتحول حلم (الليفر) بمعانقة اللقب للمرة السادسة إلى كابوس بإصابة محمد صلاح في الدقيقة 30".
ويضيف: "عندما بكى محمد صلاح متأثرا بالإصابة انهمرت دموع كل المصريين حزنا على عدم استكماله المباراة، وتحول المصريون من متابعة المباراة وهم واقفين على أطراف أصابعهم، إلى حالة استرخاء وكأن المباراة لاتعنيهم في شيء، وخاصة أن النهائي الأوروبي كان يحلم به صلاح منذ أن لمست قدماه كرة القدم، وكان أحد أهم أسباب تأهل ليفربول للمباراة النهائية التي تابعها ملايين المشاهدين في شتى أنحاء العالم".
يقول عبد الهادي راجي المجالي في الرأي الأردنية: "القصة مرتبطة بالحقد أكثر منها بالإصابة. القصة مرتبطة أيضا بالقلوب السوداء وليس بالروح الرياضية".
ويضيف: "هي مؤامرة بشكلها وبتفاصيلها، فراموس لا يختلف عن ليبرمان وزير الدفاع الإسرائيلي الذي غرد قبل فترة طالبا من محمد صلاح أن يخدم في جيش المرتزقة الإسرائيلي. هي ذات اليد، فالقاتل واحد ولكنه أحيانا يتخفى بوجه وزير وأحيانا بزي لاعب".
ويرى وائل قنديل في العربي الجديد اللندنية إن إصابة صلاح ليست كرة قدم، بل "جريمة ضد الإنسانية".
ويقول: "كانت اللقطة أشبه بمحاولة اغتيال، على الهوية، تجمعت فيها كل نوازع الغل العنصري، بما بدا معه وكأن الفوز بكأس أبطال أوروبا عند الإسباني الأندلسي راموس يأتي أولوية تالية، لإنهاء أسطورة صعود صلاح، إذ كان الإسباني محتشدا برغبات هائلة في الإيذاء، جعلتنا نشعر لحظة بأننا بصدد جريمة ضد الإنسانية".
يختلف نادر أبو تامر في كل العرب الفلسطينية، ويقول: "دموع محمد صلاح غالية علينا. كنا نتمنى لصلاح أن يلمع في النهائي ... كان من الممتع أن نشاهده يسجل ويفرح ويربح. ولا يعقل أن نتهم راموس بأنه تعمد القضاء على الفرعون المصري وكأننا في مباراة رويال رامبل. حدث خطأ والأخطاء تحدث".
"نموذج للقوة الناعمة"
يرى عماد بن محمد العباد في الرياض السعودية أن "ظاهرة محمد صلاح هي نموذج للقوة الناعمة في أجمل صورها وأكثرها قوة".
ويقول: "تحول محمد صلاح إلى قوة ناعمة للعرب ولمصر على وجه الخصوص"، مضيفا أنه "تحول إلى أيقونة وأسطورة لجماهير ليفربول الذين أصبحوا يكتبون الأغاني التي تمجد شخصيته ودينه ووطنه، كان آخر تلك الأغنيات ̕إذا كان صلاح جيدا بما فيه الكفاية، إذا سجل المزيد من الأهداف، سأصبح مسلما مثله̔".
وترصد القدس العربي اللندنية مشاعر المصريين بعد إصابة صلاح، وتقول إنهم "انتفضوا تضامنا مع ̕الفرعون̔ الذي سلب قلوبهم بأدائه الساحر وبات ينافس لاعبين كبارا".
أما صلاح منتصر، فيقول في الأهرام المصرية: "المؤلم أن إصابة صلاح التي أوضحها التليفزيون بصورة بدا فيها العمد من الجزار راموس مرت دون أي جزاء ولعلها كان مخططا لها".
كذلك يذهب حسن المستكاوي الذي يرى أن "العنف ليس جديدا على راموس"، ويقول في الشروق المصرية: "سكتت المدرجات لحظة سقوط صلاح، وخيم الشك وهو يغادر الملعب وعاد الأمل بعودته القصيرة ثم غادر الأمل مع مغادرة صلاح وسط دموعه وحزن الملايين وغضبهم أمام الشاشات".