أبرزت صحف فلسطينية وعربية موضوعَ مرض الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي يتلقى علاجا في مستشفى برام الله، وذلك بعد أن ثارت شائعات حول حقيقة مرضه وعَمَّن سيخلفه.
وتقول جريدة "القدس" الفلسطينية إن مرض الرئيس محمود عباس "أثار حالة قلق لدى الشارع الفلسطيني، تضاعفت مع انتشار الكثير من الشائعات حول 'تدهور' صحة الرئيس والسيناريوهات التي نشرتها وسائل اعلام اسرائيلية".
والسبب في ذلك - بحسب الصحيفة - يرجع إلى "حالة الغموض التي تحيط بصحة الرئيس، وكذلك حالة الغموض حول هوية الرجل الذي سيخلفه في حال تعرضه لأي طارئ في ظل حالة الانقسام".
وتقول جريدة "الأيام" الفلسطينية إن ظهور الرئيس عباس على شاشة تليفزيون فلسطين وهو يجول في المستشفى برفقة عدد من المسؤولين قد "يصيب مروجي الشائعات في مقتل".
"أزمة شرعية مستقبلية"
يرى موفق مطر في جريدة "الحياة الجديدة" أن الشائعات بشأن صحة الرئيس عباس "عملية ممنهجة، ودعاية خبيثة، يتم خلالها استطلاع مواقف الناس من هذا الاسم أو ذاك، وتكوين معرفة حول مكانته، ووزنه وتأثيراته المباشرة على ما يجري في ميدان السياسة".
ويتساءل حيدر المصدر على موقع المركز الفلسطيني للإعلام: "ماذا بعد رحيل محمود عباس؟"
ويرى الكاتب أن الرئيس عباس هو "آخر القادة التاريخيين، والخيط الوحيد، شئنا أم أبينا، الذي يربط بين تاريخ الهوية النضالية وحاضر الممارسة السياسية، وبغيابه سينقطع هذا الوصل، لتدخل الحالة الفلسطينية صراع وراثة، دون أن يمتلك أحد من مجالديها إرثا تاريخيا يؤهله احتواء الحالة الفلسطينية على تنوعها".
ويضيف: "إذا، نحن بصدد أزمة شرعية مستقبلية، فتداعيات غيابه ليست بالسهولة التي نظن، خاصة وأن إسرائيل تسعى جاهدة إلى إرساء كينونة فلسطينية، لا ترقى لدرجة تمثيل سياسي معترف به".
ويحذر الكاتب أن "النظام السياسي والشرعية الفلسطينية في خطر، ونحن مطالبون اليوم قبل الغد، بتعقب سيناريو المتربصين بقضيتنا، وأن نبدأ خطوات عملية باتجاه توحيد الحالة الفلسطينية، على أن تبدأ أولى خطواتها باختيار زعيم نلتف حوله، في حالة استثنائية تؤجل النظر في القضايا الداخلية العالقة، علها تذهب بأحلام المتصهينين أدراج الرياح".
"خيار الانتخابات"
وعلى موقع "فلسطين أونلاين"، يتحدث حسام الدجني عن أربعة سيناريوهات مطروحة لمسألة من يخلف الرئيس محمود عباس في رئاسة السلطة.
السيناريو الأول "احترام القانون الأساسي المعدل لعام 2005"، الثاني "تعيين نائب رئيس قبل رحيل عباس"، الثالث "سيناريو القبول بتولي رئيس الحكومة أو نائب رئيس حركة فتح مقاليد السطلة"، الرابع "سيناريو الصراع الداخلي والفراغ الأمني".
ويرى أن "الحل الأمثل هو في إحياء المؤسساتية السياسية الفلسطينية على أسس ديمقراطية تعددية، وأن يعمل الجميع على إنهاء الانقسام والعودة للشعب لتجديد شرعياته السياسية بما يضمن احترام القانون والنظام العام".
وبالمثل، يرى صابر عارف، من صحيفة "رأي اليوم" الإلكترونية اللندنية، أن "التمسك بخيار الانتخابات، والنضال لفرضها هو الخيار الأفضل لحسم أي خلاف".
ويضيف أن "الانتخابات هي الحل والطريق القويم حتى لا نحتكم لأعداد قطع السلاح الأمنية ولعدد الدولارات الخارجية".
ويؤكد أن الفلسطينيين أمام تحدٍ كبير "فإما أن نحافظ على الكيانية الفلسطينية الهشة، ممثلة بمنظمة التحرير التي جددت نسبيا شرعيتها بانعقاد المجلس الوطني مؤخرا، والتي تحتاج إلى المزيد من التطوير والتحديث أو نبددها وحتما سيكون ذلك لمصلحة الخيارات الصهيونية".