بعد أن دارت شائعات في الأيام الأخيرة، تحدث جزء منها عن وفاة أبو مازن، أدرك المقربون منه أن عليه نقل رسالة تهدئة إلى الجمهور. بعد بضع ساعات من لقاء عضو الكنيست الإسرائيلي، أحمد الطيبي، مع الرئيس الفلسطيني، وإجرائه مقابلة مع وسائل الإعلام أوضح فيها أن أبو مازن حالته جيدة، نشرت صور ومقاطع فيديو لأبو مازن وهو في المستشفى.
وظهر الرئيس وهو يسير في رواق القسم الذي يمكث فيه مع أطبائه وأبنائه، وهو يقرأ جريدة (صحيفة "الحياة الجديدة" لسان حال السلطة) في غرفته. فيما عدا الأنابيب المتصلة بيده، يبدو أن أبو مازن يتمتع بصحة جيدة، وحياته ليست معرضة للخطر. ولكن هناك بعض النقاط التي يجدر الانتباه إليها
أولا، وجود ابنيه، طارق وياسر، في الصور. الرسالة التي تنقلها هذه الصور هي أنهما ما زالا في البلاد ولم يفرّا، في دليل على استقرار الوضع.
ثانيا، قد تثير صورة أبو مازن وهو يرتدي زي المستشفى تساؤلات الجمهور: في هذا التوقيت الخطير والحساس؛ الوضع في غزة، نقل السفارات إلى القدس، عشية خطة السلام لإدارة ترامب، أليس من الأفضل أن يكون الرئيس شابا، يتمتع بصحة جيدة؟
تجدر الإشارة إلى أن المنظومة الأمنية الإسرائيلية لم تشجع النقاش حول وريث أبو مازن. فقد تحدثت جهات في الجيش الإسرائيلي مع صحافيين حول الموضوع إلى حد قليل، وفي الأيام الماضية لم يتطرق أعضاء المجلس الوزاري السياسي الأمني المصغّر إلى حالة أبو مازن، وإلى اليوم "ما بعد" أبو مازن.
الهدف هو أن يتعافى أبو مازن بهدوء وضمان أن يكون الجيش وليس السياسيين مسؤولا عن الوضع في الأراضي الفلسطينية في حال حدث استبدال الحكم.
يتوقع أن يظل الآن أبو مازن في المستشفى بهدف متابعة حالته لعدة أيام، وتجنب دخول إلى المستشفى ثانية في حال تدهورت حالته. حقيقة أن الحديث يجري عن شهر رمضان، الذي تكون النشاطات فيه قليلة نسبيا، قد تساعد في هذه الحالة.