باستثناء حالات قليلة، تستحق التهنئة والإشادة بغض النظر عن اتفاقنا أو خلافنا معها في الرأي ، و تبقي الشذوذ الذي يثبت القاعدة، فان الملاحظ الخارجي لما يدور من نقاشات وما يعرض من آراء حول مختلف المواضيع التي تهم الرأي العام الوطني علي هذا الفضاء أو غيره من منابر سيلحظ دون عناء غياب المحتوي والمحددات والمنهجية التي تسمح، بعد تلاقح كل ما تعج به حواراتنا، أن نؤثر إيجابيا في إنضاج رأي عام يضغط أكثر في اتجاه نشر قيم الوطنية والعدالة والتسامح والعمل والإنتاج. رأي عام واعي يفرض علي النخبة أن تتنافس وان تضحي في سبيل نيل ثقته.
يجب أن يضع الجميع نصب أعينه اننا نتحاور نتفق أو نختلف من أجل موريتانيا وليس من أجل شخص ولا مجموعة ولا جهة.
من أجل موريتانيا في الحاضر لكن أيضا من أجل موريتانيا المستقبل. بهذا وبهذا وحده يمكن أن يكون للنقاش معني وهدفا.
بهذا وبهذا وحده ستنقص جرعة شخصنة الأمور وتوابعها من استعداد طبيعي للإساءة والتعصب وغياب الموضوعية.
يجب أن يفهم الكل ان بناء الدول وخلق ظروف التنمية المستدامة لشعوبها هي مسيرة طويلة لا تظهر نتائجها إلا بشكل تدريجي وتراكمي.
ومن أجل معرفة هل نحن في الاتجاه الصحيح أو الخاطئ هنالك آليات للمقارنة ومؤشرات متعارف عليها هي الوحيدة القادرة علي حسم النقاش. ولا يمكن تقييم نتائج سياسة تنموية من خلال انطباع شخصي معاش أو متخيل.
حدوث تحسن في بعض الجوانب التنموية لا ينفي وجود مشاكل وتعثرات في بعضها.
موضوعية النقاش واستخدامه للأدوات العلمية المحايدة سيغنينا عن كثير من النقاش وسيضيّق الخناق علي المتطفلين علي التنظير دون أن تكون لهم المؤهلات والآليات الضرورية لذلك.
هذا لا يعني أن نكون مثاليين ونتصور إمكانية فرض منهجية علمية علي هذا الفضاء المفتوح لكن من مسؤولية الكل خصوصا النخبة السياسية والثقافية والدينية والشبابية أن لا تبقي متفرجة علي ما تمور به وسائل التواصل الاجتماعي دون ترشيد أو توجيه.
يجب علي الكل ان ينزل من برجه العاجي ليعطي رأيه، يفيد ،يستفيد ، يرشد ويوجه.
لا يستساغ ان نستسلم ونيأس امام هذا السيل الجارف من الغثاء. يجب خلق نقاش ناضج علمي ومسؤول يعطي بديلا لرواد هذه المنتديات . يجب الالتزام بميثاق شرف بين كل الذين يروا ان موريتانيا بحاجة الي اكثر من الصراخ والاساءة والتضليل الاعلامي، ميثاق شرف يحرم المساهمة في تشجيع او نشر كل خطاب عنصري وكل دعوة فئوية أو جهوية . ميثاق يجعل من ديننا الإسلامي الحنيف ووحدة بلدنا وجيشنا الوطني خطوطا حمراء خارج اي خلاف. ميثاق يحرم الإساءة الشخصية ويعلي من قيم التسامح والصبر والإيثار والتضحية.
طاب يومكم
من صفحة الوزير على الفيسبوك