يأس واحباط، هذا ما يراه معظم الشعب، ويعكسه بوضوح من خلال حواراته , او كتاباته التي ينشرها على مختلف وسائل التواصل المرئي والمسموع
هذا الأحباط يشمل الجميع، سواء كانت جهات دينية متمثلة بالمراجع الكرام، حينما عبرت عن ذلك (بحت اصواتنا) او من جهات شعبية من خلال عدم المشاركة بالانتخابات، وحتى سياسية من خلال صراخ البعض عندما يرون بأن هناك من يحاول تغير النتائج
لكن يبقى هناك فرق بين من هو محبط ومسلم لهذا الأمر وهؤلاء هم الأغلبية، وبين من يحاول ان يجد بصيص امل في الخروج من النفق المظلم الذي نحن فيه وهم الأقلية
ان تصدي مجموعة معينة، ومحاولتها لإيجاد حلول لكل ازمة يمر بها البلاد، جعل الأغلبية تلغي تفكيرها او سعيها للبحث عن الحل، وتكتفي بالنظر الى هؤلاء القلة وما يقولون، بل الأكثر من ذلك أصبحت لا تكتفي بالتلميح بالحل، انما اخذت تطلب ان تسمي الأشياء بمسمياتها، لكي تجد لنفسها العذر ان لم تشارك او اختارت الخيار الخاطئ
نعم في كل بلدان العالم هناك زعماء واشخاص هدفهم توجيه المجتمع، والنهوض به لواقع أفضل، ربما يختلف مسمى الزعامة من دولة الى أخرى، هذا مرجع ديني، وذاك زعيم سياسي، واخر إله، لكن المحصلة هناك من يحاول ان يكون الضوء الذي يهتدي به الاخرين.
هنا يطرح سؤال
لماذا بعض الأمم نجحت في التقدم والرقي، بالرغم من كون زعيمها او قائدها هو ليس حاضر او موجود فعلا، كاليابان مثلا؟
ودول فشلت لغاية الان في النهوض بواقعها، بالرغم من وجود المصلح الذي يعرف جيدا طريق الاصلاح؟
أن الإجابة على هذه الأسئلة يحتاج الى جرأة في الكلام، وواقعية في الطرح، لان بعض الامراض لا تعالج الا من خلال مواجهة المريض بمرضه، وتحذيره من اهمال العلاج الذي يوصف له
لذلك ان أردنا ان يكون العراق على خير، يجب ان نعترف بأنا كشعب نتحمل الكثير مما الت اليه الأمور، من خلال خياراتنا الخاطئة، وعدم الاستماع لصوت العدل والحق، ومحاولتنا إطفاء الضوء الذي ينيره المصلح في كل مرة
ومتى ما اعترفنا بذلك، يجب علينا ان نبدأ بالعلاج، المتمثل بالإصغاء والاستماع لما يقوله اهل الحل والعقل
نعم دائما يوجد هناك ضوء في اخر النفق، لكن لا يكفي ان يبقى ذلك الضوء في نهاية النفق، بل يجب ان نتقرب اليه، ونعضده ونقويه لكي يضيء كل النفق، ومن ثم الخروج الى العالم ونحن أقوياء متفائلين بالقادم، الذي من خلاله نضمن مستقبل أفضل لا بناؤنا والاجيال القادمة
بالأمس من ارض النجف انبثقت بادرة خير لبناء صحيح لدولة عصرية عادلة، نستطيع من خلالها ان نقول اننا بالاتجاه الصحيح، لكن قطعا بشرطها وشروطها.