كانت أمه تعمل بالخياطة وتعطيه النقود وتمنعه من العمل وتحثه على إكمال الدراسة , ففعل ما أرادت ووفقه الله وتخرج ووُفق في إيجاد وظيفة جيدة.
وكانت نيته أن يعطي الجزء الأكبر من راتبه لأمه ليرد إليها بعضا من جميلها عليه , لكن شاء الله وتوفيت ـ رحمها الله ـ فحزن قلبه وبكى عليها كثيرا , ونذر لله تعالى أن يدفع ربع راتبه للفقراء شهريا , ناويا أجر كل ذلك لأمه.
ويحلف بالله أنه منذ ثلاثين سنه من وفاة أمه وحتى الآن لم تفته سجدة واحدة في فرض أو نافلة إلا ودعا لها فيها , كما دأب على التصدق بالماء وحفر الآبار كصدقة جارية لها.
وكان يضع برَّادات الماء والثلاجات في عدد من المساجد كوقف لله تعالى يعود أجره عليها.
يقول هذا الرجل :
وفي يوم من الايام خرجت للصلاة فرأيت مجموعة من الرجال يضعون ثلاجة للماء في مسجد الحي الذي نسكن فيه , فضاق صدري وقلت في نفسي إنني وضعت البرّادات والثلاجات في الشرق والغرب وفي كل مكان ونسيت أن أضع برادة في مسجد حيِّنا الذي نُصلي فيه وتأسفت أسفا شديدا.
وبينما أنا أفكر بالأمر إذا بالإمام يلحقُ بي ويقول يا فلان جزاك الله خيرا على برادة الماء التي وضعتها في المسجد من أجل المصلين, فاستغربت وقلت : لا والله إنها ليست من عندي فقال الإمام : بَلَى إنها من عندك , لقد......
تابع البقية الشيقة من هذا الرابـــــــــــــط