كثيرا ما تغضب الأم من تصرفات أبنائها، بخاصة عند دخولهم المنزل دون نزع الأحذية، وذلك حرصاً منها على نظافة المنزل. وجاءت دراسات حديثة تدعم الأمهات وتقف إلى جانبهن وتقدم تبريراً علمياً للترصد لكل من تسول له نفسه الدخول إلى المنزل بالحذاء.
ويقوم شخص واحد في حال دخوله بحذائه إلى المنزل بنقل كمية كبيرة من الأتربة إلى أرضية المنزل، فما بالك بالأسرة كثيرة الأفراد؟
وأثبتت دراسة أعدتها جامعة "هيوستن" ونشرها موقع فوكوس الألماني، أن نحو 40 في المئة من الأحذية التي شملتها الدارسة، تحوي على بكتيريا "المطثية العسيرة"، وهذه البكتيريا هي واحدة من بين أكثر مسببات الأمراض انتشاراً.
ودخول الشخص بالحذاء يعني تراكم الكثير من القذارة على السجاد، إذ يحمل الحذاء الواحد في المتوسط 421 ألف وحدة من البكتيريا قادمة من خارج المنزل وأغلبها تسبب عدوى خطيرة.
في هذا الشأن، أوضحت الدكتورة ليز آكرلي، وهي خبيرة في مجال النظافة العامة، أن ارتداء الأحذية داخل المنزل قد ينشر البكتيريا التي تسمى "اشريشيا كولي" والتي غالبا ما توجد في الفضلات البشرية والحيوانية وتنتقل من غرفة لأخرى، وذلك في دراسة حديثة نشرتها صحيفة "دايلي ميل".
ويعرف هذا النوع من البكتيريا بأنه يعيش في أمعاء الإنسان والحيوان، لكنه آمن وغير مسبب للمرض، غير أن هناك سلالات معينة منه تسبب المرض، وخاصة الإسهال الحاد الذي قد يكون مصحوباً بالدم، والتقيؤ، زيادة على أمراض أخرى.
وبحسب موقع "مايو كلينيك" الطبي، فإن هذه البكتيريا تنتقل للأشخاص عبر الماء والأطعمة التي تكون ملوثة بها، وبشكل خاص الخضر النيئة التي لا تنظف بشكل جيداً، و يعد الخس من أكثر الخضروات التي تحمل هذا النوع من البكتيريا. وبخصوص أعراض الإصابة بعدوى "اشريشيا كولي" ذكر الموقع أنها عادة ما تظهر بعد 3 إلى 4 أيام من الإصابة بها، وهذا لا ينفي إمكانية ظهور الأعراض مباشرة بعد يوم واحد أو حتى بعد أسبوع، وتشمل الأعراض الإسهال الذي يتراوح بين البسيط والشديد المصحوب بالدم، و مغص البطن والغثيان والتقيؤ.
وذكرت الدراسة أنه في غالب الأحيان يشفى البالغون من الأمراض التي تسببها هذه البكتيريا خلال أسبوع واحد، لكن يكون الأمر أكثر خطورة بالنسبة للأطفال وكبار السن، الذين يزيد احتمال اصابتهم بأحد أشكال الفشل الكلوي التي تهدد الحياة.