موريتانيا : طــــموح قائـــــد

خميس, 17/11/2016 - 18:06

قائد أحب شعبه وراهن عليه شعبه ، عمل بصدق وإخلاص من اجل رقيه ، قاد مسيرته إلى عالم البناء والنماء ، صنع المستحيل فشيد الطرقات والمطارات والمدارس والمستشفيات في وقت قياسي ، وضع كل مقدرات الدولة في خدمة الشعب بعد سنوات من النهب والفساد شلت حركة النمو لعقود من الزمن ، أعاد القطار إلى سكته وضرب بيد من حديد علي  أيادي الذين يتربصون بالمال العام الدوائر لنهبه وتحويله إلي حسابات خاصة دون وجه حق.

رفع رأس بلاد شنقيط ارض المنارة الرباط في المحافل الدولية صنع لها معجزة دبلوماسية كبري ، لم تعد موريتانيا ذلك المنكب المنسي في غرب إفريقيا بل أصبحت  بلدا فاعلا على الساحة الإفريقية والعربية والدولية ، قاد الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية نظم قمة عربية في ظروف صعبة وبجهود موريتانية صرفة.

بحكمته وحنكته ومكانته المتميزة بين قادة العالم استطاع فخامته أن يحل العديد من النزاعات في المنطقة وينقذ الملايين من ويلات الحروب والنزاعات ، فبين فوهات المدافع وفي لهيب النار المشتعلة بين الإخوة الماليين ذهب فخامته إلي كيدال في مشهد من مشاهد البطولة معطيا درسا في التضحية في سبيل القضايا الإنسانية للعالم ، جمع الأطراف المالية وبحسه الدبلوماسي المرهف استطاع سيادته وقف الاقتتال بين أبناء هذا البلد الجار الشقيق.

استلم فخامته مقاليد السلطة في موريتانيا وهي تعيش وضعا امنيا مترديا وجيشا في حالة يرثي لها ، فوضي في كل مكان الإرهابيون يصولون ويجلون في كل ربوع الوطن دون خوف ، قتلوا من جنودنا وأبناءنا الكثير وطالت أياديهم الظالمة أيضا الأجانب المقيمين علي أرضنا.

تجار المخدرات يتخذون من بلادنا قاعدة لنشاطهم القذر دون رقيب حتى وصل بهم الحد إقامة مطارات علي أرضنا تهبط فيها الطائرات وتقلع منها في غياب تام لمظاهر السيادة الوطنية.

وقف سيادته بكل عزم وحزم ليسترد للبلاد هيبتها وينتشلها من هوة الضياع التي قبعت فيها لسنوات فأعاد هيكلة القوات المسلحة الوطنية وجهزها بأحدث الأسلحة والمعدات ووضع لها برنامجا للتدريب.

استطاع جيشنا فرض سيطرته علي طول جدودنا وانشأ 35 نقطة عبور مربوطة بالنظام الوطني لبيومتري للحالة المدنية ، سلطات البلد الآن لديها معرفة دقيقة بعدد المقيمين الأجانب وفترات إقامتهم ، وبعدد الذين عبروا الحدود سواء  إلي داخل البلد أم إلي خارجه.

جيشنا الوطني بشهادة العالم من أحسن الجيوش في المنطقة واقدرها علي القتال في أصعب الظروف ، تم طرد تجار المخدرات من أرضنا وتم تحويل مطارهم في لمرية إلي اكبر قاعدة عسكرية وطنية في المنطقة مكنت من مراقبة دقيقة للمنطقة الممتدة من الشكات شمالا مرورا بالمجابات الكبرى ومنطقة لمرية الشاسعة وصولا إلي باسكنو وفصاله علي الحدود مع الجارة مالي.

في عهد هذا القائد العظيم احتلت البلاد المرتبة الأولي عربيا في مجال حرية التعبير بعد أن أعلن فخامته تحرير الفضاء السمعي البصري ووضع دعائم ديمقراطية حقيقية فأصبح الكل يعبرون عن آراءهم بكل حرية وبدون مصادرة.

أولي اهتماما كبيرا بالشؤون الإسلامية فاصدر قراره المشهود بإنشاء إذاعة وقناة فضائية للقرآن الكريم والعلوم الخادمة له ، طبع المصحف الشنقيطي  واكتتب مئات الأمة في سلك الوظيفة العمومية.

كان قائد الأمة الموريتانية يعرف تماما ان نهوض بلاده لن يتم إلا من خلال إصلاح المنظومة التعليمية فعمل بكل جد وتضحية من اجل التحسين من جودة تعليمنا ، فأنشأ مركبا جامعيا ضخما يشكل معلمة علمية فريدة في شبه المنطقة ، افتتح جامعة للعلوم الإسلامية في مدينة لعيون كتجسيد لمواصلة رسالة أجدادنا في تعليم العلوم الشرعية ، أعطي تعليماته السامية بالتركيز علي المواد العلمية والتكنولوجية فأنشأت العديد من المدارس والمعاهد المتخصص كمعهد روصو للتعليم التكنولوجي والمدرسة متعددة التقنيات في نواكشوط ومدرسة الأشغال العامة في ألاك والمعهد العالي للغات والترجمة و الترجمة الفورية ومدرسة المعادن في نواكشوط والمعهد العالي للغة الانجليزية.

وفي مجال البني التحتية أنجز فخامته مشاريع وطنية كبري فقد دشن في 23 من يونيو 2016 مطار نواكشوط الدولي – أم التونسي والذي تبلغ طاقته الاستيعابية مليوني مسافر سنويا وهو معلمة حضارية كبيرة وفريدة هي الأولى من نوعها في البلاد منذ الاستقلال 1960.

وتبلغ مساحة المبنى الرئيسي لمطار ام التونسي 18000 متر مربع ويضم مدرجين ، لاستقبال أكبر طائرات النقل خاصة طائرات (أيرباص 380 آ) و(بوينغ 780) ويضم المطار جناحا للمسافرين وجناحا للشحن ومواقف للطائرات وصالات شرف رئاسية وأخرى للوزراء ومواقف لطائرات الشحن ومقرا للصيانة بمساحة 4800 متر مربع وبرج مراقبة بارتفاع 38 مترا وست منصات ربط بالطائرات.
كما يضم مسجدا ومكاتب إدارية وملحقات خدمية أخرى فضلا عن التجهيزات الضرورية للملاحة وأخرى مضادة للحرائق ومنشآت للتزود بالوقود.   

كما أنجزت آلاف الكيلومترات من الطرق المعبدة فكت العزلة عن مئات الآلاف من مواطنينا في جميع أنحاء الوطن بعد سنوات من المعاناة تحت وطأة العزلة.

وفي مجال البنية التحتية كذلك تم توسيع ميناء نواكشوط المستقل ، والتقدم بنسبة 30%في أشغال بناء ميناء "تانيت" بتمويل ذاتي من ميزانية الدولة قدره 14 مليار أوقية.

ووعيا من سيادته بضرورة تأمين مصادر للطاقة وخاصة الطاقة النظيفة وضع سيادته إستراتجية طموحة لتوفير الاكتفاء الوطني من الطاقة وتصدير الفائض إلي البلدان المجاورة ، وفي هذا الصدد تم إنشاء محطة مزدوجة تعمل بالغاز والمازوت بقوة 180 ميكاوات ستتعزز في المستقبل لتصل 700 ميكاوات.

إنشاء محطة لتوليد الكهرباء عن طريق الرياح بقوة 30 ميكوات ومحطة حرارية في نواكشوط بقوة 15,4 ميكوات. كما تم تهجين سبع محطات حرارية بالطاقة الشمسية (هي محطات أطار، أكجوجت، بولنوار، الشامي، بوتلميت، ألاك والعيون).

وفي مجال المياه والصرف الصحي يجري العمل حاليا في مشروع آفطوط الشرقي والذي تستفيد منه 180 ألف نسمة من سكان المناطق المستهدفة وذلك على المدى القريب والمتوسط موزعين على أزيد من 400 قرية عن طريق مراكز توزيع تستوعب 1200كلم من الأنابيب وبتمويل إجمالي قدره 90 مليون دولار أمريكي.

كما بدأت الأشغال في مشروع الصرف الصحي في نواكشوط الذي طالما انتظره ساكنة هذه المدينة.

 

مشاريع كبري أنجزت وأخري قيد الانجاز لامست حاجة المواطن الموريتاني في كل ربوع أرضنا الطيبة ترجمت طموح قائد يقود سفينة وطنه إلي مصاف البلدان المتقدمة وشعبه يلتف حوله  ويرى فيه أمله وغده المشرق.

 

       بقلم : عبد الرحمن ولد محمد الأمين  – صحفي بإذاعة موريتانيا