ارتكب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون غلطة بروتوكولية أدهشت جمهوره الأسترالي.
وكان ماكرون في زيارة دبلوماسية لأستراليا يناقش قضايا من العيار الثقيل مثل تغير المناخ والدفاع.
لكن لغة الرئيس الفرنسي خذلته في اللحظة التي كان يشكر فيها رئيس الوزراء الاسترالي مالكولم تيرنبول.
وقال ماكرون "شكرا لك ولزوجتك الشهية على ترحيبك الحار، وعلى التنظيم المثالي لهذه الرحلة. شكراً لك وللوسي، شكراً جزيلاً لك، سيدي رئيس الوزراء"، ومن ثم تصافح الرجلان.
وقد كان الرئيس الفرنسي يتحدث بالإنجليزية، لكن البعض ممن كانوا يشاهدون المؤتمر الصحفي ارتبكوا لدى سماعهم ما قاله ماكرون عن زوجة تيرنبول، ولم يستطيعوا حسم ما إذا كانوا قد سمعوه بشكل صحيح وإذا ما كان ماكرون قد ارتكب غلطة دبلوماسية وأهان قليلا زوجة تيرنبول.
وبعد العودة للتسجيلات الخاصة بالمؤتمر الصحافي تأكد أن ماكرون كان قد أشار بالفعل إلى زوجة رئيس الوزراء لوسي هيوز تيرنبول، الحاصلة على وسام أستراليا ورئيسة لجنة سيدني الكبرى، على أنها "شهية".
لكن الأمر ليس كما بدا عليه، فكلمة "ديليسيو" بالفرنسية والمقابلة لكلمة "ديليشس" بالإنكليزية، يجوز استخدامها للإشارة إلى وجبة طعام شهية، ولكنها تعني أيضا شخصا لطيفا جدا، وبذلك فيبدو أن اختيار ماكرون للكلمة التي تجسد المعنى الذي أراده لم تكن موفقة.
غير أن الأمر مختلف بالنسبة للإنجليزية، فالكلمة يمكن استخدامها للإشارة إلى الطعام الشهي، ويمكن استخدامها للإشارة للأشخاص لكنها في هذه الحالة تحمل إيحاء جنسيا.
تشابه زائف
وتتشارك اللغتان الإنكليزية والفرنسية بالعديد من الكلمات التي تتشابه في اللفظ، لكنها تختلف في المعنى، وهو ما يسميه اللغويون بالتشابه الزائف، الأمر الذي قد يقود إلى حدوث سوء تفاهم.
ومن الأمثلة على ذلك، فإن راكبي الدراجات النارية الفرنسيين حين يأتون إلى بريطانيا، قد تربكهم العبارة التحذيرية "سوفت فيرجيز" والتي تعني "حواف خطرة" وسبب الإرباك أنهم يعتقدون أنها تشير إلى الأعضاء الذكرية.
وكذلك، ليس من الحكمة أن تقول لرئيسك في العمل إذا كان فرنسيا، أنك "إكزيتي" لفكرة العمل معه، فعلى الرغم من أن الكلمة تعني متحمسا بالإنجليزية، إلا أن لديها إيحاء جنسيا بالفرنسية.
وفي الواقع، هناك تاريخ طويل من الرسائل السياسية التي فُهمت بشكل خاطئ بسبب الترجمة.
ففي عام 1830 نقل مترجم في البيت الأبيض طلبا من قبل الحكومة الفرنسية " le gouvernement français demande" على أنه "demand"بالإنجليزية والتي تعني أمرا وليس طلبا، وقد اعتبر المتلقون الأمريكيون ذلك إهانة وغرورا من قبل الفرنسيين.
ولعل أشهر تلك الحوادث وأغربها كانت عن الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، الذي عبر عن "شهوته الجنسية لبولندا الشيوعية" في عام 1977، وذلك بسبب خطأ في الترجمة.
وفي العموم، يعد تمكن الرئيس الفرنسي من اللغة الإنجليزية ممتازا، وقد خاطب الأسبوع الماضي الكونغرس الأمريكي في العاصمة واشنطن. وتضمن خطابه بعض الدعابات، الأمر الذي جعل الكثيرين يمتدحون فصاحته عبر مواقع التواصل الاجتماعي.