الى فخامة رئيس الجمهورية السيد/ محمد ولد عبد العزيز
نحن مجموعة كبيرة من المنمين على جانبي الحدود الموريتانية المالية نعاني وتعاني مواشينا من سنة شديدة الجفاف قلّ فيها الزرع ويبس الضرع ,وكنا نتوقع من حكومتنا تدخلا سريعا لمساعدتنا على تجاوز هذه المحنة العصيبة التي يمر بها عدد كبير من سكان البلاد عامة وسكان الولايات الشرقية خاصة ,بوصفها ولايات رعوية وتنموية بامتياز ,إلا أن مستوى التدخل كان ضعيفا جدا ولا يتلاءم مع حجم الكارثة التي تنتظر المواشي ,الامر الذي اضطر العديد من المنمين للتوجه للجارة الجنوبية بحثا عن الكلأ والماء ,وبقي العديد أيضا داخل البلاد مما يلي الحدود ,معتمدين ـ بعد الله ـ على الاعلاف الرديئة التي تباع بأثمان غالية ,مما اضطر بعض التجار ورجال الاعمال الى التوجه إلى جلب أعلاف جيدة ومناسبة لطبيعة المواشي من جمهورية مالي.
ونظرا لصعوبة الاحوال هذه السنة ـ يا سيادة الرئيس ـ فقد بذلنا الغالي والنفيس لتوفير أعلاف ملائمة للحيوان ,وكان أملنا كبيرا في تخفيف العبء عنا من خلال توفير "مادة ركَّلْ" بأسعار مناسبة ,وتخفيف الضرائب إن لم يكن إلغاؤها عن الاعلاف التي يتم استيرادها من الجارة مالي نظرا لجودتها وملاءمتها للمواشي ,الامر الذي حدث عكسه تماما ,حيث توجد الآن عشرات الشاحنات القادمة من مالي متوقفة على الحدود بعد أن فرضت عليها الجمارك في المنطقة ضرائب باهظة لا يستطيع الموردون تحملها ,وإن تحملوها سيبيعونها بأسعار لا يستطيع المنمون شراءها وذلك يعني الحكم على مواشيهم بالموت المؤكد.
لذلك نهيب بكم ـ فخامة الرئيس ـ للتدخل العاجل من أجل إنقاذنا وإنقاذ مئات الآلاف من رؤوس الماشية التي توشك على الهلاك بسبب منع الاعلاف من الدخول نظرا لما فرضته الجمارك من الرسوم الباهظة على الاعلاف.
يذكر أن مستوردي الاعلاف يهددون بالعودة من حيث أتوا إذا لم تُطبق عليهم الرسوم الجمركية القانونية المعتادة والتي لا تتجاوز 4,53% من ثمن السلعة.