تناولت صحف عربية الانتخابات البرلمانية العراقية المزمع عقدها في الثاني عشر من مايو/ أيار المقبل.
ولم يعلق معظم الكتاب الآمال على هذه الانتخابات في أن تُحدِث تغيراً سياسياً ملحوظاً.
"كيف يمكن أن نصدق مشروعكم؟"
يستبعد عبد الستار رمضان في "الزمان" العراقية حدوث تغيير سياسي بسبب الانتخابات البرلمانية المقبلة.
ويقول رمضان "من الملاحظ أن مرشحي هذه الدورة وخصوصاً من ضمتهم القوائم الكبيرة والأحزاب والتكتلات المعروفة خلال الدورات السابقة يتجهون إلى الضعف والانحدار، بل وحتى السقوط بالنسبة للعديد من المرشحين الذين يبدون وكأنهم تم تجميعهم بحيث يلبوا مختلف الرغبات والغايات حتى من دون الاستفادة من تجارب الدورات السابقة".
ويسأل الكاتب المرشحين، مستنكرا "كيف يمكن أن نصدق مشروعكم الانتخابي؟ وأنتم خلال الدورات السابقة لم تقدموا ولم تنفذوا أياً من وعودكم وبرامجكم الانتخابية!".
وفي "الدستور" الأردنية، يرى بلال حسن التل أن الصراع المذهبي في العراق مزق البلد "تمزيقاً أشد وأمر من التمزيق الذي أحدثه الاحتلال الأجنبي ومن بعده داعش".
ويستطرد بالقول "وهو الصراع الذي تقول الكثير من المؤشرات أنه سيزداد مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية العراقية القادمة، التي يتوقع المراقبون أن يصل من خلالها الكثير من المتعصبين مذهبياً إلى قبة البرلمان العراقي، وهو ما يعني أن خروج العراق من أزمته لن يكون قريباً".
"استعراض انتخابي"
من جهته، ينتقد علي شمخي في "الصباح الجديد" العراقية بعض الممارسات الدعائية في انتخابات 2018.
ويقول شمخي "إذا كان من الطبيعي توجيه الاتهامات والتشكيك ببرامج أحزاب معينة فإنه من غير الطبيعي توظيف المواقع الإعلامية لتشويه السمعة والنيل من الأعراض والخصوصيات وتحريف الحقائق وتوظيف الأخطاء والإغراءات والابتعاد كلياً عن أخلاقيات الإعلام وممارسة خطابات صفراء مريبة تفتقد الحدود الدنيا من آداب التخاطب وتنهج التشهير بأية وسيلة للتأثير بالرأي العام".
"وبهذا يكون أصحاب هذا النهج وهذا الخطاب قد عروا أنفسهم وكشفوا للأمة مدى انحدارهم ووضاعتهم وتعمدهم الإساءة لوطنهم وشعبهم من خلال قبولهم الترويج والتسويق لبرامج وأهداف خارجية وداخلية تبتغي التشويه والتشويش على العملية الانتخابية برمتها".
وينتقد مشرق عباس في "الحياة" اللندنية "الاستعراض الانتخابي" للأحزاب الكبيرة.
ويقول عباس "الموسم الانتخابي الحالي في العراق كشف عن إصرار المجتمع السياسي المنقطع خلف الأسوار، على الاحتفاظ بمكاسب السنوات السابقة بأي ثمن ممكن، ومن تلك الأثمان إبرام المزيد من التعاقدات السرية مع رجال الأعمال والشركات خارج وداخل العراق حول مكاسب متوقعة وعقود كبرى في مقابل دعمها للفوز بالانتخابات".
أما حامد الكيلاني فيقول في "العرب" اللندنية "حضر موسم انتخابات برلمان العراق، وهو موسم حصد العراقيين، بمعنى حصاد أعمارهم وآمالهم من قبل حفنة عملاء مأجورين مرتشين".
ويضيف الكيلاني "من يحصد العراقيين هو من يحصد أصواتهم، فالخوف والتبعية والإذلال والاستلاب الطائفي والعشائري والميليشياوي، وثـلاثية الفقر والجهل والمرض تثقل بقوة على مصير صناديق انتخابات برلمان العراق في 12 مايو المقبل، حتى ولو مع وجوه جديدة بعضها عراقي السمات والأمل، لكن في أعماق الصناديق أعماق تبكي من علامات الانحطاط".
وبعيداً عن حالة التشاؤم، يرى خير الله خير الله في "العرب" اللندنية أن مايو / أيار المقبل لن يكون فقط شهر الانتخابات، بل سيكون شهر كل الاستحقاقات العراقية.
ويقول خير الله "ستكون الانتخابات فرصة للعراقيين كي يؤكدوا أن بلدهم لم ينته بعد".