حظيت القمة العربية التي عُقِدَت في الظهران بالمملكة العربية السعودية أمس باهتمام بارز من الصحف العربية بنسختيها الورقية والإلكترونية، واحتلت العناوينَ الرئيسية لكثير من الصحف.
وبينما أشادت صحفٌ بهذه القمة التي أعادت قضية "القدس" إلى الواجهة لتكون قضية العرب الأولى، اعتبرتها صحف أخرى مجرد "حدث عابر" وأن قراراتها تتناقض مع سياسات دولها المؤثِّرة، ولا سيِّما الدولة المضيفة.
"قمة القدس"
أشادت افتتاحية صحيفة "الرياض" بكلمة الملك سلمان في القمة، وقالت إنها كانت "كلمة ضافية ... تطرقت إلى كل الهموم العربية، التي لابد من إيجاد حلول لها".
واعتبرت صحيفة "البيان" الإماراتية أن القمة "علامة إيجابية فارقة في الدرجة الأولى"، معلِّلة ذلك بأن الملك سلمان "أعلن في بداية انطلاقها، قراره الحكيم بتسميتها 'قمة القدس'".
وقالت إنه بذلك يعيد "لقضية العرب الأولى، أهميتها ومكانتها ووهجها، في تأكيد منه على أن فلسطين لن تغيب عن وجدان العرب والمسلمين، وستظل قضيتنا الأولى حتى حصول شعبها على جميع حقوقه المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، متصديا بذلك لأي قرارات تتجاوز هذه الحقوق، وخصوصا قرار الإدارة الأميركية المتعلق بالقدس".
وتحت عنوان "القمة العربية في مفترق الطرق"، قالت الأهرام المصرية في افتتاحيتها: "يبقى أن القمة العربية تأتي في لحظة مفترق طرق شديدة الخطورة، ويتعين على القادة العرب الإبحار بالسفينة العربية في هذا المحيط المتلاطم بالمخاطر والعواصف إلى بر الأمان".
وفي "عكاظ" السعودية، ناشد حمود أبو طالب الزعماءَ العرب بخصوص إيران وتركيا، قائلا: "المخططُ أكبر من إيران وتركيا، لأنهما مجرد وكيلين للسيطرة على بلاد بني يعرب".
وأضاف: "اليوم يا سادة القرار، إما أن نكون أو لا نكون، وبيدكم الخيار والقرار، فإما أن تجاملوا من أجل مجدكم الشخصي، وإما أن تقرروا من أجل مجد شعوبكم".
"حدث عابر"
في صحيفة "الغد" الأردنية، قلَّل فهد الخيطان من أهمية القمة العربية، واعتبرها "مجرد حدث عابر، وفي أحسن الأحوال، فاصل قصير ونعود بعده لمشاهد الفوضى والخراب العربي".
وقال إن "معظم القادة العرب يذهبون للقمم مكرهين، ولا يرون فيها أكثر من واجب ثقيل ومجاملة لا بد منها للدولة المستضيفة".
ووصفت صحيفة "الشرق" القطرية القمة العربية بأنها "قمة تكريس العجز العربي".
وقالت في افتتاحيتها: "جاءت نتائج قمة الظهران أمس لتكرس حالة العجز الذي تعيشه الأسرة العربية على مدى أكثر من سبعين عاما منذ نشأة الجامعة العربية، فضلا عن ما يمثله نقلها من الرياض بسبب صواريخ الحوثيين من إهانة جديدة لكل العرب".
وأشارت إلى أن القمة "شغلت نفسها بملفات مستهلكة ومعادة، وثبت فشلها فيها لسنوات، بينما تعمَّدت استبعاد واحد من أهم الملفات، وهو الأزمة الخليجية وما ترتب عليها من حصار قطر، وذلك في خرق واضح لميثاق الجامعة الذي يدعو لإعطاء الملفات الخلافية أولوية لحلها قبل استفحالها وفض المنازعات بين الدول الأعضاء بالطرق السلمية مثل الوساطة والتحكيم".
وقالت "القدس العربي" اللندنية في افتتاحيتها: "تَعتبر الدول العربية، والسعودية على رأسها، الجامعةَ العربية اجتماعا للخطب، والوعود التي لا يلزمها أحد بتطبيقها، ولذلك فهي تتشدّق بالدفاع عن فلسطين، ولكن ما أن ينفضّ السامر حتى تعود إلى ممارسة سياساتها الحقيقية التي تتناقض مع مصالح إخوانها وأشقائها، وخصوصا الفلسطينيين".
وأضافت: "كان مثيرا للسخرية، في هذا السياق، أن تستضيف السعودية قمة للدول العربية في الوقت الذي تقفل فيه حدودها البرية والبحرية والجوية أمام الوفد القطري المشارك الذي اضطر للقدوم عبر الأردن، وكذلك أن تعيد، مع دول الحصار، تكرار شروطها التعجيزية لفك الحصار قبيل عقد القمة، كما لو أن المشاركة في الاجتماع هو عقد إذعان واستسلام وليس للتنسيق بين دول متساوية في الوزن والمكانة والكرامة".
وأشارت إلى أن "القمة بهذا المعنى، كانت تناقضا فاضحا بين أهدافها المعلنة (ومنها مثلا حماية 'أمتنا من الأخطار المحدقة بها')، وبين حقيقة ما تقوم به المملكة وحلفاؤها وهو ما يجعلهم، عمليا، أحد هذه الأخطار المحدقة، وسببا كبيرا لعدم الأمن والاستقرار و'المستقبل المشرق الواعد الذي يحمل الأمل والرخاء للأجيال القادمة'، (على حد قول البيان الختامي)".