قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب سيندم إذا قرر الانسحاب من الاتفاق النووي، الذي وقعته إيران وست من دول العالم الكبرى في 2015 ، وتوعد برد "أقوى مما يتخيل" ترامب.
وقال روحاني إن بلاده "لن تنتهك الاتفاق، لكن إذا انسحبت الولايات المتحدة منه، فإنها ستندم على ذلك بالتأكيد".
وأضاف في خطاب بثة التليفزيون الرسمي بمناسبة يوم التقنية النووية الوطني "سيكون ردنا أقوى مما يتخيلونه، وسوف يرون ذلك خلال أسبوع" من قرار الانسحاب من الاتفاق.
وقال روحاني إن "الرئيس الأمريكي الجديد - الذي لديه ادعاءات كبيرة وتقلبات في أقواله وأفعاله - ما زال يحاول منذ 15 شهرا تدمير خطة العمل المشتركة الشاملة (الاتفاق النووي) ... لكن قوة بنية الخطة حالت دون ذلك".
وحذرت إيران من أنها سوف تزيد برنامجها النووي إذا انهارت الخطة، حتى تحقق مستوى أعلى مما كان عليه الوضع قبل الاتفاق.
وسوف تعاد العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على طهران، والتي رفعت عقب توقيع الاتفاق في 2015، إن لم يرجئها ترامب في 12 مايو/أيار.
وقد حدد ترامب هذا الموعد وقتا نهائيا للقوى الأوروبية لـ"إصلاح العيوب الفظيعة" في الاتفاق.
وخلال خطابه كشف روحاني عما قال إنه آخر الإنجازات النووية، بما في ذلك بطاريات نووية جديدة وأجهزة طرد مركزي تستخدم في الصناعة النفطية.
وتسعى فرنسا وبريطانيا وألمانيا إلى إقناع شركائها الأوروبيين بدعم فرض عقوبات جديدة على إيران، خاصة على برنامجها الصاروخي، كطريقة لإقناع ترامب بالتمسك بالاتفاق النووي الذي حد من الأنشطة النووية الإيرانية مقابل رفع العقوبات.
وقد وافقت إيران، وفقا للاتفاق على الحد من برنامجها النووي المثير للجدل مقابل رفع العقوبات الاقتصادية، التي فرضت عليها بسبب هذا البرنامج. وصُممت خطة العمل الشاملة المشتركة لمنع إيران من تطوير سلاح نووي. وفي المقابل رُفعت بعض العقوبات الاقتصادية عنها.
وبموجب الاتفاق، وافقت إيران على الحد من مستوى التخصيب النووي بحيث لا يتجاوز 5 في المئة، والتوقف عن بناء المزيد من مفاعلات المياه الثقيلة لمدة 15 عاماً، والسماح للمفتشين الدوليين بدخول البلاد.
ويتعين على إدارة الرئيس الأمريكي أن تؤكد للكونغرس كل 90 يوما أن إيران مازالت ملتزمة ببنود الاتفاق.
لكن ترامب يقول بصورة متكررة إن إيران تنتهك "روح" الاتفاق، على الرغم من تأكيد كل من الكونغرس، والوكالة الدولية للطاقة الذرية، التزام طهران.
وأثار احتمال انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق حلفاء واشنطن الذين شاركوا في التفاوض فيه، خاصة وأن العالم يتعامل مع أزمة نووية أخرى، وهي أزمة كوريا الشمالية وتطويرها للصواريخ الباليستية.
وكانت منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، قد قالت إنه لا حاجة لإعادة التفاوض على الاتفاق، مشددة على أن الاتفاق "يسير بشكل جيد" رغم مطالب الولايات المتحدة بإعادة النظر فيه.
وأضافت أنه "من غير الحكمة إعادة التفاوض على الملف النووي الإيراني في الوقت الذي يواجه فيه العالم تهديداً نووياً من كوريا الشمالية".