تناولت صحف عربية استمرار "مسيرات العودة" التي دعت إليها القوى والفصائل الفلسطينية، في الثلاثين من مارس/آذار الجاري في ذكرى يوم الأرض الثانية والأربعين.
ومن المقدر أن تستمر تلك المسيرات حتى ذكرى النكبة في مايو/آيار المقبل، للتأكيد على التمسك بالأرض وبحق عودة اللاجئين الفلسطينيين.
ووصفت صحف المسيرات بأنها تمثل شكل جديد من "الابتكار في المقاومة"، بينما أدان كتاب من وصفوهم ﺑ "مرضى الربو السياسي" الذين انتقدوا الاقدام على هذه الخطوة.
"الابتكار في المقاومة"
يقول باسم الطويسي في الغد الأردنية: "في مشهد غير مسبوق، استطاع المقاومون الفلسطينيون في قطاع غزة لفت انتباه العالم إلى شكل جديد من الابتكار في المقاومة، بعدما قاموا بإشعال النيران بعشرات الآلاف من إطارات السيارات قبالة شريط الاحتلال شرق قطاع غزة، في مشهد رهيب من الدخان الذي أغلق الأفق، إلى جانب ألواح زجاجية تم نصبها على السواتر الترابية لحجب الرؤية ومنع قوات الاحتلال من التقدم داخل القطاع".
على المنوال ذاته، يقول صبحي حديدي في القدس العربي اللندنية: "من نافل القول أنّ مسيرة العودة الكبرى تشكل نقلة نوعية في السلوك الشعبي الجَمْعي إزاء قضايا عديدة تخصّ راهن القضية الفلسطينية إجمالا، وأنساق المقاومة المختلفة، وواقع وئام أو انقسام الفصائل والتنظيمات في قطاع غزّة؛ وليس فقط الحصار الإسرائيلي الراهن، وخصوصية الحدود مع دولة الاحتلال، ثمّ استئناف الموقع المركزي الذي يشغله مفهوم حقّ العودة̔ في الوجدان الفلسطيني؛ وصولا إلى مساءلة الركائز الشرعية في إقامة إسرائيل ذاتها".
وتصف القدس الفلسطينية استمرار المسيرات بأنها "الرد العملي على كل من تسول له نفسه بأن باستطاعته تصفية حقوق شعبنا الوطنية".
وتقول الجريدة في افتتاحيتها: "خلال ثمانية أو تسعة أيام، أعاد النضال الشعبي الفلسطيني السلمي قضية شعبنا إلى مكانها الطبيعي وجعلها تحتل المركز الأول في القضايا الدولية والعربية رغم المحاولات الأمركية والاحتلالية منع مجلس الأمن اتخاذ إجراءات بحق دولة الاحتلال لخرقها القانون الدولي بإطلاقها النار على المسيرات السلمية".
وتضيف: "الشعوب اذا انتفضت ستنتصر، وتغير موازين القوى لصالحها، وشعبنا الذي انتفض أكثر من مرة وحقق إنجازات عظيمة على طريق الحرية والاستقلال".
كما يقول حازم عياد في السبيل الأردنية: "للأسبوعِ الثاني على التوالي تواصلت فعاليات مسيرة العودة في قطاعِ غزة، ولم يتراجعْ زخمها رغم التهديد والوعيد الذي لم يتوقف للحظة على مدى أيام من قِبَل قيادات الكِيان الإسرائيلي السياسية والأمنية؛ كما لم تتأثر الفعاليات بالحملةِ الدعائية والحرب النفسية التي شنها الاحتلالُ طَوال الأسبوعِ الذي سبقَ جمعة ̕ الكاوتشوك ̔ فجهود الكِيان وحملته الإعلامية لم تتمكنْ من تبرئتِه من جرائمه"."مرضى الربو السياسي"
يقول أحمد حسن الزعبي في الرأي الأردنية: "مرضى الربو السياسي هاجموا خطوة المقاومة، تحججوا بالأوزون وبالمرضى وبتلويث السماء، لكنهم لم يسألوا أنفسهم من حاصر الأرض وجوع الشعب وقتل الأطفال في المستشفيات؟ لماذا كلما دق كوز النصر بجرة المقاومة، صرتم أكثر إنسانية وأكثر بيئية وأكثر حساسية من دخان النضال؟"
ويضيف" "في جمعة الكاوتشوك، عندما رأيت الإطارات تكوم فوق بعضها بعضا، لا أدري لما تخيلتها عقل العرب بعد أن تم كنسها عن الرؤوس المطأطئة، تخيلتها حصيلة التخاذل والتآمر والتواطؤ والتقارب المعيب، نفس الاستدارة، والسواد، ورائحة الاحتراق.. فالإطار هو عقال الوقت الرديء".
كذلك تقول شوقية عروق منصور، في رأي اليوم اللندنية، إن "حريق الإطارات والهواء الملوث لم يصل الى أي ضمير عربي أو غربي".
وتضيف: "التاريخ يؤكد ..حين نكون لوحدنا من حقنا أن نشعل الإطارات ونلوث ونصرخ لأن صوتنا لا يشبه أصوات الآخرين، ونحن ندري أن الإطارات لنا الكاوتشوك لنا، والمرايا التي لا تعكس صورتنا بقدر ما تعكس الآن وجه القطيع الذي أصر على البقاء في حظائر الولد المطيع التي بناها ترامب للولد محمد بن سلمان".