قضت محكمة في كوريا الجنوبية بسجن الرئيسة السابقة بارك غيون هاي 24 عاما بعد إدانتها في قضية فساد أقصتها من منصبها.
كما ألزمتها المحكمة بدفع غرامة قيمتها نحو 17 مليون دولار.
وأدانت المحكمة رئيسة البلد السابقة في 16 اتهاما، بينها الرشوة وإساءة استخدام السلطة والإكراه.
وخلصت المحكمة إلى أن بارك استخدمت منصبها لإقناع شركات بالتبرع لمؤسسات مرتبطة بإحدى صديقاتها.
واعتقلت الشرطة الرئيسة السابقة العام الماضي بعد أن عزلها البرلمان بسبب فضيحة الفساد.
فمن هي بارك غيون هاي؟
أدت بارك، وهي ابنة الرئيس السابق بارك تشونغ -هاي، اليمين الدستورية يوم 25 فبراير/ شباط 2013، بعد أيام من التجربة النووية الثالثة لكوريا الشمالية.
وفي خطاب تنصيبها، وعدت بارك بأن تمنح أولوية لكل من الأمن الوطني وإعادة تنشيط الاقتصاد.
وعرضت عملية لبناء الثقة خطوة بخطوة مع كوريا الشمالية، لكنها تعهدت بألا تتسامح مع أي عمل من شأنه أن يهدد الأمن القومي.
وتلى ذلك أشهر من التوتر مع كوريا الشمالية، بما في ذلك إغلاق منطقة "كايسونغ" التي تعد أول منطقة صناعية بين الكوريتين.
وبعد مرور ستة أشهر لبارك في السلطة، استقرت العلاقات مع بيونغ يانغ إلى حد ما، وكان هناك حديث عن احتمال استئناف لم شمل الأسر بين الكوريتين.
لكن خلال حديثها في أوائل أكتوبر/ تشرين الأول بمناسبة عيد القوات المسلحة، وصفت بارك الوضع في شبه الجزيرة الكورية بأنه "خطير للغاية".
ظل لوالدها
لا تعد بارك (63 عاما) غريبة على قصر الرئاسة في كوريا الجنوبية، فهي ابنة الرئيس السابق بارك تشونغ هي، الذي حكم البلاد لما يقرب من عقدين من الزمن.
ودخلت بارك، ولم تتعد الثانية والعشرين من عمرها، دائرة الضوء السياسية وأصبحت السيدة الأولى في كوريا الجنوبية بعد مقتل والدتها عام 1974 برصاصة قاتل كوري شمالي كان يخطط لاغتيال زوجها.
وعلى مدار خمس سنوات، كانت بارك تستقبل زوجات رؤساء الدول الأجنبية في البيت الأزرق، مقر الرئاسة في كوريا الجنوبية.
حكم والدها، الذي استولى على السلطة بعد انقلاب عسكري في عام 1961، البلاد حتى اغتياله من قبل رئيس جهاز المخابرات في عام 1979.
يقول البعض إن العمل مع والدها - وتجربتها كسيدة أولى - ساعدها على التغلب على بعض الأحكام المسبقة الراسخة بين الناخبين الذكور.
وفي حين يعزى الفضل لوالدها في تعزيز اقتصاد كوريا الجنوبية، فإنه اتهم أيضا بسحق المعارضة بقوة وتأخير التطور الديمقراطي.
ووسط حالة من الجدل حول إرث والدها قبل خوض الانتخابات الرئاسية، أصدرت بارك في سبتمبر/ أيلول 2012 اعتذارا علنيا عن انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبت في ظل حكم والدها.
ومع ذلك، وصفت الانقلاب الذي قاده والدها في عام 1961 بأنه كان ضروريا، وهو ما أدى إلى خسارتها أصوات بعض الناخبين الشباب الذين كانوا قلقين من عدم رغبتها في نبذ ما قام به والدها.
لم تتزوج بارك - وهو الأمر الذي يعرضها لبعض التحفظات في الأوساط المحافظة بالمجتمع الكوري الجنوبي.
تخرجت بارك من كلية الهندسة بجامعة سوغانغ في العاصمة سول، وانتخبت للمرة الأولى في الجمعية الوطنية لكوريا الجنوبية عام 1998.
حاولت الوصول لكرسي الرئاسة في عام 2007، لكن حزبها "ساينوري" رشح لي ميونغ باك بدلا منها ليفوز برئاسة البلاد.