أبرزت عدة صحف عربية التطورات الأخيرة في مدينة حلب السورية حيث أعلنت قوات الحكومة السورية أنها تمكنت
من استعادة السيطرة على مناطق كانت قد فقدت السيطرة عليها خلال الأسبوعين الماضيين في المدينة ومحيطها.
وفي ذلك قالت صحيفة السفير اللبنانية إنه "بعد فشل ملحمة حلب الكبرى وتحوّلها إلى ثاني أكبر هزيمة تلحق بجيش الفتح بعد هزيمة الراموسة، فإن الأوضاع في حلب تتجه نحو الاقتراب من معركة الحسم سواء بشكلها العسكري أو السياسي".
في السياق ذاته، يقول عبدالله الهدلق في صحيفة الوطن الكويتية إن روسيا تتجه "لبدء عملية لحسم معركة حلب بعد رفض قوى المعارضة السورية الخروج من أحياء المدينة الشرقية... لكن في الأمر رسائل أخرى تتعلق بدور روسيا كقوة عظمى دولية ترغب في حماية المصالح الروسية في سوريا والشرق الأوسط، وتحقيق وجودٍ روسي دائمٍ للضغط على الدول النفطية واستعادة الوضع الروسي كقطبٍ ثانٍ في مواجهة القطب الأمريكي".
من جانبها، ذكرت صحيفة الوطن السورية أن روسيا قد علّقت إعلان هدنة إنسانية جديدة في مدينة حلب على تلقيها تأكيداً رسمياً من جانب الأمم المتحدة باستعداد بعثتها في سوريا لإجلاء المصابين والجرحى من الأحياء الشرقية التي يسيطر عليها المسلحون.
وتعليقا على ذلك، قالت صحيفة الراية القطرية في افتتاحيتها إن "إعلان موسكو أنها مستعدة للنظر في إمكانية إقامة تهدئة إنسانية جديدة في حلب، لكن وفق شروط محددة يؤكد أنها غير جادة أصلا في الالتزام بأي هدنة".
وأضافت بأن الحديث الروسي عن هدنة جديدة "هو محاولة لتنويع جرائم الحرب اليومية عبر تحييد الأمم المتحدة أو إدخالها كطرف في الصراع لتنفيذ مخططات إبادة الشعب السوري خاصة في حلب".
"تفاؤل" بفوز ترامب
وفي شأن آخر، لا يزال فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية يستحوذ على اهتمام كثير من الكتّاب العرب، الذين أبدى بعضهم شيئا من التفاؤل حيال ذلك.
ففي الأهرام المصرية، كتب عبدالمحسن سلامة يقول إنه "في كل الأحوال كان التغيير في أمريكا ضرورة للمنطقة العربية فقد شهدت المنطقة العربية أسوأ أيامها في عهد إدارة أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون نتيجة التدخل الأمريكي الفج في المنطقة ومحاولة أمريكا فرض وصايتها علي الشعوب العربية".
وترى ريم خليفة في الوسط البحرينية أن فوز ترامب "يبعث على الكثير من التفاؤل"، فرغم شخصيته "المستفزة والناقدة في معظم الأحيان"، يبدو أنه "تمكن من تحويل نفسه إلى شخص يؤمن بالولايات المتحدة ككل وليس بمجموعات معيّنة".
وفي أخبار الخليج البحرينية يرى عبد المنعم إبراهيم أن "صراحة ترامب اللاذعة أفضل من ازدواجية أوباما المدمرة".
و يتوقع ناصر الصرامي في الجزيرة السعودية أن ترامب "سوف ينسف تماماً ما تبقى من ذكرى قد تعد إنجازاً لسلفه أوباما، نظامه الصحي - داخليا، والاتفاق النووي مع إيران، الذي وعد دونالد بتمزيقه، وإنهاء داعش الذي ساهم أوباما في تأسيسه".
من جانبه، يرى فايز الراشد في الوطن العمانية أنه لن يكون هناك تغيير جذري في السياسات الأمريكية حول القضايا المفصلية.
ويضيف الكاتب بأن على الجميع إدراك أنه في الحالة الأمريكية، فإن الحاكم الفعلي ومُوجّه السياسات الخارجية ليس فردا، بل هو "المجمع الصناعي-العسكري".
في السياق ذاته، يقول أحمد ذيبان في الرأي الأردنية: "كراهيتنا لسياسة أمريكا الخارجية لا تلغي حقيقة أنها دولة مؤسسات مدنية وعسكرية وللكونغرس دور أساسي في صنع السياسات وإقرار التشريعات".
من جانبه، يقول تركي الدخيل في جريدة عكاظ السعودية: "التفاؤل المفرط أو التشاؤم المبالغ فيه ليس لهما مكان مرحب به في الواقعية السياسية. ومع ذلك، ففترة أوباما، لم تجلب لمنطقتنا إلا التلكؤ مع محور إيران، بل ومغازلته ومكافأته، والتشدد مع المحور الخليجي، والتنصل من الاتفاقات، فليرحل بلا باك عليه!."
أما ربيعة بن صباح الكواري فقد أعرب في صحيفة الشرق القطرية عن أمله في أن يكون ترامب "أكثر فاعلية في التقارب مع العرب والمسلمين من خلال إنصاف القضية الفلسطينية وحل الأزمات السياسية المشتعلة في منطقة الشرق الأوسط".