مثلت عملية الانتساب لحزب الإتحاد من أجل الجمهورية ورطة حقيقية لأغلب الأطر والفاعلين السياسيين المحليين بتمبدغة .
وكان علامة فارقة لفاعلين سياسيين و أطر شعبيون أثبتوا على أرض الواقع قدرتهم وحركتيهم المتميزة لإقناع المواطنين بالانتساب لحزب وذلك تقديرا منهم للمكانة السامقة التي يحتلها قائد المسرين نحو التحول والبناء السيد محمد ولد عبد العزيز كما يحلو لمؤيدي الرجل وصفه فيما اكتفي أكثر الأطر والفاعلين السياسيين هنا بلعب دور النعامة .
يلحظ المتتبع العادي لحركة الانتساب ظهور أطر أكفاء شعبيا على إدارة المعركة – كما يقال في التخطيط العسكري .
فيما تمكن بعضهم من الحفاظ على قواعده الشعبية بشق الانفس ويمكن اعتبار النائبين دون ولد المختار ومحمد ولد الليل الأكثر قدرة على البقاء داخل ميدان عملياتهم باللغة العسكرية والحفاظ على قواعدهم مستنفرة في وضعية لا يحسدون عليها .
في حين تمكن أطر شعبيون على إدارة المعركة بجدارة تستحق التقدير وهم
الأستاذ بن بلا ولد جلفون
والدكتور محمد فال ولد الكبير
واختار الكثير من الفاعلين السياسيين التماهى مثل الحرباء وراء تحالفات شبه مستحيلة مثل تحالف الزاهد والشيطان و إطار قبلي ضيق تطبعه الإرتجالية والتذبذب
خشية الانكشاف للمواطن فلا هم خدموه ولاهو يثق في أكثرهم .
ولجأ فاعلون من المغضوب عليهم شعبيا لإثارة النعرة القبلية واتهام خصومهم أنه لا يحق لهم الانتساب أصلا .
وما لم يدركه هؤلاء أن الحزب فضاء يسع الجميع دون تمييز وأن القواعد الشعبية هي المرجع الأساسي فلم تعد القصاصات المدفوعة الأجر من طرف بعض من السياسيين لحكام أو قادة المؤسسة الامنية دليلا يؤخذ به لدى قائد المسيرة الخضراء للنماء السيد محمد ولد عبدالعزيز الذي كان السباق لضخ دم جديد في الحزب بتعيين لجنة أصلاح داخلية وهو اعتراف نادر من الرجل أن الذي أنشأه في وضعية كثر فيها اللغط السياسي حوله دليل على جدية الرجل في المضي بحزبه نحو آفاق جديدة حينها أدرك الجميع أنه فعلا يريد حزبا شعبويا مرتكزا على القواعد الفعلية لا قواعد القصاصات الإستخباراتية.
.
وأحيت العملية المستمر للبعض فرصة لا تعوض في اظهار ولاء منقطع النظير وبكل حيوية لما يسمونه دولة المخزن أو الولاء السلولى – نسبة إلى زعيم المنافقين ابن سلول – وهو المظهر الذي أراد السيد الرئيس التخلص من أهله حين دعى الجميع إلى التخلى عن الولاء الزيدانى نسبة للمهرج المعروف .
ولم يعد خافيا على الجميع انكشاف الطبقة السياسية المحلية -على مستوى تمبدغة على الأقل- وبدى الكل يراقب عن كثب تحركات الخصوم من حيث لا يشعر إنها معركة بكل المقاييس العسكرية حسمت عمليا لأطر وساسة صمدوا في وجه المحنة .
فيما كانت حصيلة العمد وبعض من السياسيين غامقة بفعل ضبابية الموقف والتحالفات التى قد تقصى في كل لحظة الجميع .
وما يمكن الأخذ به بدون ريب صعودا لافتا لأطر من المقاطعة جعل تحديد البوصلة والحسم فى العملية برمتها بين أيديهم .
وهو ما يجعل بعضهم يتصور عملية انزال مظلي من المخزن تقلب الطاولة على الجميع وتجعل من العملية كلها في مهب ريح عاتية وهو الحلم المزعج لدي أغلب الفاعلين .
وهي عملية معروفة لدى الأنظمة التي لا تحترم إرادة الناخبLe parachutage politique
وهو الامر الذي عبرت كل المنشورات والبيانات السياسية للإتحاد عن رغبته في تجاوز تلك المرحلة مما يجعل المتتبع للحدث يدرك أن الحزب ماض في الاتجاه الصحيح لتصحيح المسار نحو بعث حزب شعبوي تديره القواعد الشعبية كما ألح على ذلك قائد إعادة التأسيس السيد الرئيس كما يصفه أغلب أنصاره وإن غدا لناظريه قريب .
الكاتب والمدون الطالب عبد الله أهن
تمبدغة بتاريخ 03/04/02018