مسكينة .....
تبدو على وجهها خطوط الزمن ...وتجاعيد الأيام...فكم حملت على ظهرها هموم العمر......
حتى غدا منحنياً كالعرجون القديم ..........
دخلتْ غرفتها القديمة .... وكل شيء فيها قديم ...
السرير ... الغطاء ... الثياب ..المبخرة ..الطيب ...
استلْقتْ على السرير وأطلقت من صدرها زفرة ...حدثتْ نفسها :
رحمك الله يا أبا أحمد تركتني وحيدة في هذا الزمن مع هذا الإبن العاق..
العاق آه...لو تعلم ماذا يفعل ابنك بأمه ......
أتذكُر يا أبا أحمد كم تعبتُ في حمله... كله آلام وتعب ....ووهن وضعف
أتذكر كم فرحنا بولادته ورجونا الله عز وجل أن يكون صالحاً....
أتذكر كم كنا نجوع لنطعمه ...ونعري لنكسوه ...لقد كنت تلبي جميع
طلباته الكثيرة ..
(رحمك الله يا أبا أحمد ..لقد كنت حنونا )
وبينما كانت الأم المقهورة ...
تتذكر أيامها السعيدة مع زوجها الراحل ...فُتح الباب بشدة.....قال لها...
(( اغسلي ثوبي ....فثوبي متسخ )) قالت :
(( إني متعبة يا بني .... سوف اغسله غدا ... إن شاء الله ))
أمسك بيدها ... وأوقفها بالقوة ونهرها ...كانت سريعة الدمعة .. قال :
(( ألا تكُفين عن البكاء )) ؟؟
قالت : (( هاتِ ثوبك يا أحمد .... سوف أغسله الآن يا بني ))
ومضت المسكينة .. تسحب رجليها وتتعثر بخطاها ....
دموع عينها تتساقط على ثوب العقوق ..... تخرج من قلبها زفرات
ومن صدرها آهات ....
لسانها يتحرك !!!!
سوف تدعو عليه دعوة تُفتح لها أبواب السماء ....
دعوة أم .... أو دعوة مظلوم ...ليس بينها وبين الله حجاب ...
دعوة ...تفسد على العاق دنياه وآخرته ... لسانها يتوقف ؟
فقلبها حنون ... تمسح دمعتها ..وتبلع غصتها ...تتمتم في خشوع..
(( الله يهديه ... الله يهديه ))
أما هو فدخل غرفته كالشيطان ثم أقفل الباب بقوة ... فدوى صوته في أركان البيت .. .
نام ...مثل الدابة .
وأبتدأ شريط الأحلام ....حلُمَ بأن أمه
اضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــا لتعرف م الذي حدث وجعله يتوب