أت صحف عربية أن الوضع في منطقة الشرق الأوسط يتجه للتصعيد بعد إطلاق الحوثيين في اليمن صواريخ باليستية على مدن سعودية.
ودعا معلقون إلى ضرورة "ردع إيران" والحوثيين، كما وجهوا انتقادات لموقف قطر من الأزمة.
لكن علي الجانب الآخر، هناك من رأى أن "صمود اليمنيين" وصواريخهم هي الشئ الوحيد الناجع في مواجهة "حرب الإبادة" التي تقوم بها السعودية ضدهم.
"تصعيد" في المنطقة
يرجح عبدالباري عطوان، في رأي اليوم اللندنية، أن يؤدي الهجوم الأخير إلى "التصعيد" في المنطقة.
ويرى عطوان أن الصواريخ الحوثية "قد تُؤدِّي إلى واحِدٍ من أمرَين، الأوّل أن تُعجِّل بإيجاد حَل سِياسي للأزمة اليمنيّة، أو تقود إلى تَفجير مِنطقة الشَّرق الأوسط بُرمَّتِها، أو حَربٍ غير مُباشرة وأكثر دمويّة بين السعوديّة وإيران".
في السياق ذاته، يقول صلاح السلقدي في نفس الصحيفة إن هناك "تطور خطير بالحرب باليمن قد يطال شررها كل أرجاء المنطقة والخليج، مع ازدياد حِـدّة التصعيد الإعلامي بين كثير من دول المنطقة، وعلى وجه الخصوص بين إيران والسعودية".
ويتساءل الكاتب السعودي مشاري الذايدي، في الشرق الأوسط اللندنية: "هل تسرّع هذه الصواريخ الهوجاء وتيرة 'المواجهة الكبرى' مع مرضعة الشرور كلها بالمنطقة: إيران الخمينية؟"
وتشدد فوزية رشيد، في أخبار الخليج البحرينية، علي ضرورة "حسم الموقف مع 'الحوثي الإيراني' في اليمن، ومع إيران في المنطقة كافة!".
كما تقول البيان الإماراتية في افتتاحيتها: "ثالوث الإرهاب المعروف 'إيران وقطر والحوثي' لم يعد يستطيع إخفاء جرائمه وادعاء براءته من أفعاله التي ترقى إلى مستوى إعلان الحرب في المنطقة".
"تأديب الصغار والكبار"
وفي مقاله بعنوان "صاروخ الحوثي: يد إيرانية وزعيق قطري" يقول الكاتب السعودي فهد الشقيران، في الشرق الأوسط اللندنية: "لدينا الحق الآن بأن نقوم بتأديب الصغار والكبار من المجرمين، وأن نتعامل معهم بحزم وشدة، وذلك من أجل حماية المنطقة والعالم من نوابت الشر الخبيثة".
كما تحث الرياض السعودية في افتتاحيتها المجتمع الدولي على "الاضطلاع بمسؤولياته في حفظ الأمن والاستقرار العالمي، حيث حان الوقت لأن يكون هناك تحرك على الأرض لردع التمادي الإيراني المهدد لسلامة المدنيين الآمنين"..
ويدعو السيد زهرة، في أخبار الخليج البحرينية، إلى "جبهة عربية موحدة وقوية" من خلال "تحالف يضم مصر والسعودية والبحرين والإمارات" من أجل "مواجهة هذا الخطر وردع النظام الإيراني".
"حرب إبادة" سعودية
علي الجانب الآخر، تستغرب القدس العربي اللندنية التصريحات السعودية ردا علي الصواريخ الحوثية.
وتقول الصحيفة في افتتاحيتها: "الغريب أكثر أن تعلن الرياض أن إقدام طهران على تزويد الحوثي بالصواريخ البالستية 'يمثل عدوانا عسكريا إيرانيا على المملكة'، وأن السعودية 'تحتفظ بحق الرد على إيران في الوقت والشكل المناسبين'، وكأن عمليات القصف في اليمن لا تستهدف الحوثي بوصفه ذراع إيران في اليمن، أو أن صواريخ الحوثي البالستية لا تواصل حرب الإنابة بين الجمهورية الإسلامية والمملكة!"
يقول معن حمية، في البناء اللبنانية، أن الشعب اليمني "يتعرض لحرب إبادة" حيث "سجلت السعودية خلال ثلاثة أعوام رقما قياسيا في ارتكاب جرائم القتل الجماعي بحق اليمنيين، فهي توجّه يوميا مئات الصواريخ على اليمن وتلقي مئات القذائف والقنابل على شعب اليمن".
ويرى الكاتب أن "صمود اليمنيّين ووحدها صواريخ اليمنيّين هي الردّ وهي التي ترسم معادلة اليمن السعيد المنتصر".
انتقادات لقطر والإعلام
ويتساءل حامد الكيلاني في العرب اللندنية: "هل يبدو العالم لدولة قطر مضمارا لسباق الأرانب وحفر الأنفاق الرخوة لترقب ورصد والتقاط الاختيارات اللغوية في الإعلام أو تصيّد خيبات عملاء إيران وميليشياتها لإعادة طرحها وبث الحياة فيها من جديد كمشاريع قطرية".
ويقول عبدالله العلمي في نفس الصحيفة إن "الإدانة الخجولة من قطر للهجمات الصاروخية على السعودية لن تعفي الدوحة من جرائم دعمها السرّي لجماعة الحوثي الإرهابية".
وتحت عنوان "وزارة إعلام الحوثي في الدوحة" ينتقد هاني الظاهري، في عكاظ السعودية، ما يصفه ب" بالاحتفال الإعلامي الكبير في قطر بالهجوم الصاروخي الحوثي الفاشل علي السعودية.
كذلك ينتقد خالد السليمان في صحيفة عكاظ السعودية قناتي الجزيرة وبي بي سي العربية، ويقول إن بي بي سي "طرحت سؤالا ساذجا" وهو: ":لماذا عجزت الرياض عن حماية عاصمتها؟"
ويقول "إن هذا الطرح يفتقد للمهنية والموضوعية، ولا بد أن يكون منحرفا عن الحقيقة ومضللا للواقع".